|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بدون كلمة واحدة يُعد الشاب الإيطالي من أصل سنغالي - خابي لام - واحد من أشهر وأغنى الشباب على مستوى العالم وهو لم يتحاوز ٢٥ عامًا؛ إذ استطاع دخول عالم السوشيال ميديا من أوسع أبوابه بدون النطق بكلمة واحدة! كان موظفًا بسيطًا في مصنع بإيطاليا، تم تسريحه من عمله بسبب اجتياح فيروس الكورونا بصورة مرعبة، أدت إلى حالة من الذعر والإغلاق العام، بل والانفصال التام في كل مجالات الحياة، مما أدى إلى متابعة الكثيرين لوسائل التواصل الاجتماعي والنشرات الإخبارية لمتابعة آخر الأخبار. استغل خابي تلك الفرصة للتغلب على فراغه، فقام بتسجيل فيديوهات قصيرة، صامتة وساخرة عن الأشخاص الذين يُعقِّدون المهام البسيطة دون أي سبب، ثم يوضِّح كيفية إتمام المهمة بسهولة وسلاسة وسرعة، وبعدها يشير بحركة يديه الشهيرة معبِّرًا عن بساطة الأمر بسخرية صامتة! حقَّقت تلك الفيديوهات انتشارًا واسعًا جدًا على وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح أحد أشهر الشباب حول العالم وهو لم يتعدَّ الـ ٢٢ عامًا من عمره، محقِّقًا ثروة طائلة بدون النطق “بكلمة واحدة”، مستخدمًا المنطق وابتسامة رقيقة، لإدخال البسمة على وجوه الملايين حول العالم. أحبائي، لنا في قصة خابي لام بعض الدروس العملية ومنها: مواجهة التحديات كان خابي مجرد موظف بسيط تم فصله من العمل بسبب قلة الإنتاج أثناء جائحة الكورونا، فواجه تحدي قلة الإمكانيات المادية، بالإضافة لحالة الذعر العام من الجائحة، لكنه لم يستسلم للملل والتذمر، لكنه استغل إمكانياته البسيطة المتاحة وتفوَّق من خلالها. أصدقائي، قد يسمح الله لنا بتحديات مختلفة أثناء رحلة الحياة، لكن، دعونا لا نستسلم لضعفنا وظروفنا، بل نواجهها استنادًا على رحمة الرب ونعمته. ولنا في الكتاب المقدس نماذج رائعة لشباب واجهوا تحديات مختلفة، لكنهم ثَبّتوا نظرهم على الله فكان النجاح من نصيبهم. على سبيل المثال لا الحصر: + يوسف وتحدي الظلم، سواء من أهله أو أرباب العمل، وفي السجن، لكنه ثبتت بمتانة قوسه وتشددت سواعد يديه لإكرام سيده، فصار ثاني رجل في مصر. + موسى وتحدي بريق العالم: فبالرغم من نشأته داخل القصر الملكي وانتسابه إلى بنت فرعون، إلا إنه رفض خزائن مصر ليحرِّر شعب الله من العبودية ويقودهم في البرية. + دانيال وتحدي السلطة: واجهة دانيال تحديًا صعبًا جدًا وهو السبي من وطنه والأوامر ملكية، لكنه وضع في قلب أن لا يتنجس بأطايب الملك، لكن الله أعطاه نعمة وصار من المسؤولين في دولة هو مسبي فيها! + داود وتحدي أعداء الله: كان شعب الله يواجه مُعايرة الفلسطيني جليات العملاق، إلا أن داود قرَّر مواجهة هذا العملاق فأوقعه قتيلًا بحجر أملس، وصار مَلكًا على شعب الله. أهمية الكلمات بالفعل، نجح خابي في انتشار مُحتواه بدون كلمة واحدة، لكن، مما لا شك فيه أن الكلام من أهم وسائل التواصل ما بين البشر. صدق من قال: “تكلم لأعرف من أنت!!” قد يستطيع المرء أن يتخفى وراء ستائر كثيرة مثل المال، الجمال، الثروة، السلطة، الموهبة، المكانة الاجتماعية. لكن من كلامه تستطيع أن تعرف جيدًا حقيقته. لذا، أعطي الرب يسوع مكانة خاصة عن أهمية الكلام أثناء تعاليمه هنا على الأرض. «كَيْفَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَكَلَّمُوا بِالصَّالِحَاتِ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ؟ فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ... وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ... لأَنَّكَ بِكَلاَمِكَ تَتَبَرَّرُ وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ». (متى ١٢: ٣٤- ٣٨). ليساعدنا الرب أن نتحذر من كلماتنا التي قد تكون سبب بركة لنا أو دينونة علينا، فالكلمة المقولة في وقتها ومكانها لها قيمة وثِقل كبير «تُفَّاحٌ مِنْ ذَهَبٍ فِي مَصُوغٍ مِنْ فِضَّةٍ، كَلِمَةٌ مَقُولَةٌ فِي مَحَلِّهَا» (الأمثال ٢٥: ١١). ازدواجية التأثيرات دعونا نصلي مع داود «اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ» (المزامير ١٤١: ٣)، فكلامك قد يكون سبب بركة وتشجيع للكثيرين من حولك، كما إنه قد يكون سبب هدم وتحطيم الآخرين «وَأَمَّا اللِّسَانُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّلَهُ. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا. بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللهِ. مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا!» (يعقوب ٣: ٨-١٠)، وعلينا ألا نتغافل نصيحة سليمان الحكيم الذهبية «كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ، أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ. لِسَانُ الصِّدِّيقِ فِضَّةٌ مُخْتَارَةٌ... شَفَتَا الصِّدِّيقِ تَهْدِيَانِ كَثِيرِينَ، أَمَّا الأَغْبِيَاءُ فَيَمُوتُونَ مِنْ نَقْصِ الْفَهْمِ. (الأمثال ١٠: ١٩-٢١) أغلى كلام آخر كلام لأي حديث عادة ما يحتوي على مُلخص لأهم نقاط الحديث، هذا بالضبط ما حدث من كلام الله مع أسمى مخلوقاته - الإنسان- إذ تكلم معه بصور عديدة ومختلفة مثل الرؤي والأحلام كيوسف، ظهورات شخصية كجدعون، عُليقة مُحترِقة كموسى، مُعجزات خاصة كإبراهيم، وكثير من التعاملات الشخصية على مدار العصور. حتى تكلم أخيرًا من خلال الرب يسوع المسيح: «اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيمًا، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُق كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ، الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضًا عَمِلَ الْعَالَمِينَ، الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي» (العبرانيين ١: ١-٣). أحبائي إن أعظم وأروع كلام الله للإنسان هو من خلال ذاك الذي قيل عنه: «فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ. هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ.» (يوحنا ١: ١، ٢)، ليساعدنا الرب أن نلهج في كلامه ونحول نظرنا إلى شخصه الكريم نهارًا وليلًا كل يوم، فالشبع الحقيقي للنفس هو من خلال كلمة الله الحية، الكتاب المقدس «وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي» (إرميا ١٥: ١٦). |
|