|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
“أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ، وَقَدْ جَرَّبْتَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ رُسُلٌ وَلَيْسُوا رُسُلاً، فَوَجَدْتَهُمْ كَاذِبِينَ.” (رؤ2: 2) +++ تفسير كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة 1«اُكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ أَفَسُسَ: هَذَا يَقُولُهُ الْمُمْسِكُ السَّبْعَةِ الْكَوَاكِبَ فِي يَمِينِهِ، الْمَاشِى فِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ الذَّهَبِيَّةِ: 2 أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ وَتَعَبَكَ وَصَبْرَكَ، وَأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَحْتَمِلَ الأَشْرَارَ، وَقَدْ جَرَّبْتَ الْقَائِلِينَ إِنَّهُمْ رُسُلٌ وَلَيْسُوا رُسُلًا، فَوَجَدْتَهُمْ كَاذِبِينَ. 3 وَقَدِ احْتَمَلْتَ وَلَكَ صَبْرٌ، وَتَعِبْتَ مِنْ أَجْلِ اسْمِى وَلَمْ تَكِلَّ. 4 لَكِنْ، عِنْدِى عَلَيْكَ أَنَّكَ تَرَكْتَ مَحَبَّتَكَ الأُولَى. 5 فَاذْكُرْ مِنْ أَيْنَ سَقَطْتَ وَتُبْ، وَاعْمَلِ الأَعْمَالَ الأُولَى، وَإِلاَّ، فَإِنِّى آتِيكَ عَنْ قَرِيبٍ، وَأُزَحْزِحُ مَنَارَتَكَ مِنْ مَكَانِهَا، إِنْ لَمْ تَتُبْ. 6 وَلَكِنْ عِنْدَكَ هَذَا: أَنَّكَ تُبْغِضُ أَعْمَالَ النُّقُولاَوِيِّينَ الَّتِي أُبْغِضُهَا أَنَا أَيْضًا. 7 مَنْ لَهُ أُذُنٌ، فَلْيَسْمَعْ مَا يَقُولُهُ الرُّوحُ لِلْكَنَائِسِ. مَنْ يَغْلِبُ، فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ. ع1: “أفسس”: عاصمة إقليم آسيا الصغرى في ذلك الزمان، وكنيستها أسسها القديس بولس ثم كانت مركزًا لخدمة القديس يوحنا أيضًا، واشتهرت لسبب كونها ميناء بحرى ولوجود هيكل “أرطاميس” الوثني الشهير بها وعرف عنها فسادها ومقاومتها للمسيحية أولًا، وفقدت شهرتها بالتدريج بعد انتقال مركز المسيحية إلى القسطنطينية في القرن الرابع ودمرت تمامًا على يد الأتراك في القرن الرابع عشر. “ملاك الكنيسة” : لا يوجد يقين عن شخص أسقف هذه الكنيسة ولكنه أحد شخصين لا ثالث لهما، إما القديس تيموثاوس تلميذ بولس الرسول أو الأسقف “أونيسيموس” والمذكور في رسائل القديس أغناطيوس. “الممسك … الماشى” : راجع شرح (رؤ 1: 13-16) فالإشارة هنا لسلطان ورعاية السيد المسيح للأساقفة والكنائس. ع2: أنا عارف أعمالك وتعبك : يبدأ السيد المسيح بتقديم نفسه بصفة “العارف” أي الفاحص والعالم بكل شيء وهي صفة يجب أن نتذكرها دوما … فتذكرها، يذكرنا بالدينونة العادلة إذا أهملنا، ويعطى لنا الرجاء بأن كل تعب وجهاد مقدم من أجل الله غير منسى أمامه. صبرك : شهادة من المسيح على جهاد وصبر وإحتمال خادمه. لا تقدر أن تحتمل : مديح آخر من السيد المسيح لهذا الأسقف بأن نفسه لا تحتمل مهادنة أو مسايرة أو موافقة الأشرار على شرهم. جربت : أي فحصت دعواهم وكرازتهم وادعاءاتهم الباطلة بأنهم مسيحيون ووجدتهم يهودًا مندسين كل هدفهم هو هدم الإيمان المسيحي. يمتدح ملاك الكنيسة لأجل خدمته وأتعابه فيها واحتمال الضيقات بصبر ورفضه لكلام الأشرار واهتمامه بفحص المعلمين الكذبة لفضح تعاليمهم الكاذبة. ع3: يستمر في مدح الأسقف في العدد السابق، ويضيف صفة جديدة وهو أنه “لم يكل” وهي صفة المثابرة في الخدمة التي لا تعرف ولا تعترف بالإحباط واليأس. † تميز هذا الأسقف بالتعب في الخدمة والصبر في الضيقات. فليتك لا تتذمر من كثرة المسئوليات أو من مضايقة الآخرين لك، فتعبك غالٍ جدًا عند الله وسيكافئك عليه، فثابر فيه من أجله. ع4: بعد أن مدح السيد المسيح أسقفه على ما تمتع به من فضائل في حياته الرعوية يبدأ في توجيه العقاب له، وليتنا نتعلم هذه الصفة من السيد المسيح والتي استخدمها مع كل الأساقفة، لأنها تحمل الكثير من الرقة والإحساس بالآخر، وهي المدح قبل العتاب. عندى عليك : أي هناك ما يؤخذ عليك وتدان عليه. تركت محبتك الأولى : هذا هو مرض هذه الكنيسة أو أسقفها، فمع كثرة العمل والخدمة والمشاكل والحروب ضاعت مشاعر محبته الأولى للمسيح، ودخل الفتور والروتين إلى الحياة الروحية، وهو مرض قد لا يشعر به الإنسان ولكن أمام الله هو شر عظيم، فإن “أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تحتقر إحتقارًا” (نش8: 7). ع5: يدخل السيد المسيح في العلاج مباشرة…. أذكر من أين سقطت وتب : إرجع إلى نفسك وحاسبها وابحث عن أسباب بداية هذا السقوط في محبتك نحوى، وعند إدراك هذه الأسباب تستطيع أن تقدم توبة حقيقية لتجنب ما أسقطك في هذا المرض … ويعلمنا السيد المسيح في مثل الابن الضال بأن التوبة والرجوع بدأت بحساب النفس “فرجع إلى نفسه” (لو15: 17)، وهو ما تفطِّنا وتعلمنا الكنيسة إياه أيضًا. † إحرص على دقائق قليلة تجلس فيها مع الله ونفسك قبل اللقاء مع أب اعترافك حتى تستقيم توبتك. إعمل الأعمال الأولى : عد إلى ما اعتدت أن تفعله بحب سابقًا، ولعل المقصود هنا أعمال المخدع مثل الصلاة الحارة التي تلهب القلب بمحبة الله. آتيك عن قريب … : ليس مقصودًا المجيء الثاني، ولكن المقصود الإنذار بعقوبة أرضية لغير التائب أو غير المستجيب للإنذار، فالله في حبه وحنانه نحو خليقته هو عادل أيضًا ومؤدِّب لغير التائبين فيسمح لهم أحيانًا بعقوبة أرضية إذا كان هذا يفيدهم. أزحزح منارتك : أي مكانتك أنت كأسقف أو خادم إذ كان ينبغي أن تكون نورًا لشعبك. وتأتى أيضًا المنارة بمعنى الكنيسة، فإن لم تتب الكنيسة عن خطيتها مثل اهتمامها بالإداريات على حساب الروحيات ومحبة الله يكون مصيرها أيضًا الزوال. يعطيه حلا لمشكلته وهو التوبة السريعة والرجوع لعبادته وخدماته الأولى باهتمام وحرارة، وينذره إن لم يتب أنه سيعاقبه ويفقد مكانته عند الله وقد تنزع منه خدمته. ع6: بعد لوم السيد المسيح الشديد وتقديم العلاج الحاسم لهذه الكنيسة وأسقفها، يعود فيشجع قبل أن يختم كلامه …. عندك هذا: أي يحسب لك … وهي عكس تعبير عندى عليك. أعمال النقولاويين : هم أتباع “نيقولاوس” أحد الشمامسة السبعة (أع6: 5) وقد نسب إليهم أنهم أباحوا “الزنا” …!! والنهم في الملذات بلا ضابط، ولهذا حرمتهم الكنيسة ولكنهم وجدوا مكانًا في “أفسس” ولهذا قاومهم ووبخهم الأسقف. عاد هنا فشجعه لتدقيقه في الإيمان ورفضه للمبتدعين وهم النيقولاويين. † يفرح المسيح عندما يجد خادمه يكره ما لا يحبه هو … وهذا التصريح هو لنا جميعًا؛ ولهذا يا إلهي نسأل روحك القدوس أن يعمل فينا بقوة حتى تتحد إرادتنا بإرادتك، فلا نفعل أو نصنع شيئًا على غير رضاك أو بغير مشيئتك. ع7: من له أذن فليسمع : تعبير استخدمه السيد مع الكنائس ومعناه وجوب سماع صوته والعمل به وأن من يتجاهل كلام الله كالأطرش الذي بلا أذنين. ما يقوله الروح : أي ما أعلنه السيد المسيح في رؤياه ليوحنا يعلنه أيضًا الروح القدس للكنائس في كل زمان ومكان وهي إعلانات كما سبق وقلنا واجبة الطاعة والتنفيذ. مَنْ يغلب: تعبير أيضًا تكرر وهو تعبير غنى في معانيه: أي إمكانية النصرة والغلبة متاحة لجميع المؤمنين وليست صعبة طالما أحبوا وأطاعوا الله. أن الإنهزام يرجع للإنسان نفسه إذا رفض الوصية وعمل الروح القدس في حياته. أن هناك من قد يخسر كل شيء مهما كانت مكانته في الكنيسة، فالخلاص ليس مضمونًا للإنسان طالما لم يصونه بالتوبة الدائمة والجهاد الروحي حتى لو كان أسقفًا. شجرة الحياة : تشير إلى المسيح نفسه بأنه أغلى مكافأة للغالب فيتمتع بالشبع منه في الفردوس والحياة الأبدية، وكلمة وسط الفردوس تشير إلى وجود المسيح في وسط كل أولاده، وأن رؤياه ستكون متاحة للجميع. يدعوه لطاعة هذا الكلام الموجَّه إليه ويشجعه بالمكافأة التي سينالها وهي الشبع بالمسيح في الأبدية. |
|