في يوم أحد، بعد القداس، تقع نظرة الأم ليزيو على صورة ليسوع على الصليب. في اللحظة عينها، تنفعل بعمق لرؤيتها الدم الذي يسيل من يد المصلوب. ويثير فيها هذا المشهد رغبة حارة في أن تكون مشاركة مع يسوع في خلاص الذين يموت من أجلهم.
انها تسمع باستمرار صرخته على الصليب: أنا عطشان, منذ هذه النعمة الفريدة، كبرت رغبتها في خلاص البشر، كلّ يوم. كان يبدو لها أنها تسمع يسوع يقول لها كما قال للسامرية: أعطني لأشرب!
كان ذلك تبادل حب حقيقي للنفوس، كانت تعطي دم يسوع، وإلى يسوع كانت تقدّم هذه النفوس عينها منتعشة بنداه الإلهي؛ وبقدر ما كنت تعطيه ليشرب، بقدر ذلك كان يزداد عطش نفسها الصغيرة الفقيرة. وهذا العطش الشديد هو الذي كان يعطيها لها كأعذب ماء من حبه
أسمع صراخك حبيبي يسوع...
ربي يسوع ها أنا أسمعك وانت فوق الصليب تقول أنا عطشان
الذي فجر الماء من الصخرة الصماء يعطش !!!!!!
نهر النعمة وبحر البهجة يقول: أنا عطشان
يا مروي العطاش كيف تعطش !!!!
قدموا لك خلا وعني شربته
هل أنت يارب بحاجة إلي مياه لتشرب ؟؟؟
هل أنت بحاجة إلي ذلك يا ماء الحياة ؟؟
لقد بذلت دمك حتى آخر نقطة منه ... حتى تروي عطشنا
أنى أعلم أنك عطشان إلي نفسي ... والي كل نفس تائهة
فها أنا أقدم لك ذاتي ...
فأنا العطشان لمجدك ....
عطشان للانطلاق إليك
والحياة معك ...
كما أنت عطشان ...
أنا أيضا ياربي عطشان إليك
أن اعلم أن ما يرويك هي توبتي ورجوعي ...
فهل لازلت يا نفسي مصممة علي عطش إلهك ؟؟؟
أم تهبي لترويه ...
ليتك يا نفسي ترويه بتوبتك
وتطفئ ظمأه بكسب مزيد من النفوس إلي حظيرته