|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإفخارستيا هي شركة ليست فقط مع المسيح، إنَّما مع الآخرين. وإن كلمة "شركة ومناولة"، التي نستعملها للإشارة إلى الإفخارستيا تلخِّص في ذاتها البُعد العامودي والبُعد الأفقي لهبة المسيح في الإفخارستيا. لأنَّ المناولة تعبير عميق حيث يشير فعل أكل خبز الإفخارستيا. بالواقع، عندَما نقوم بهذا الفعل، ندخل مع الآخرين في شركة مع حياة المسيح بالذات من خلال الإفخارستيا المقدسة، كما جاء في تعليم بولس الرَّسول" أَلَيسَت كَأسُ البَرَكةِ الَّتي نُبارِكُها مُشارَكَةً في دَم المسيح؟ أَلَيسَ الخُبزِ الَّذي نَكسِرُه مُشارَكَةً في جَسَد المسيح؟ فلمَّا كانَ هُناكَ خُبزٌ واحِد، فنَحنُ على كَثرَتِنا جَسَد واحِد، لأَنَّنا نَشتَرِكُ كُلُّنا في هذا الخُبزِ الواحِد" (1 قورنتس 10، 16–17). وبينما يتحوَّل الخُبزِ المادي في جسمنا ويُسهم في إعالته، في الإفخارستيا نحن بصدد خبز مختلف: لسنا نحن من نحوِّله، بل هو يُحوِّلنا، فنضحي بهذا الشَّكل مطابقين ليسوع المسيح، وأعضاء في جَسَده، فنصبح جزءًا معه. يُدْعى سر القربان "شركة"، لأنَّنا بهذا السِّر نتَّحد بالمسيح الذي يجعلنا شركاء في جَسَده وفي دَمه لنكون جَسَدًا واحدا "فلمَّا كانَ هُناكَ خُبزٌ واحِد، فنَحنُ على كَثرَتِنا جَسَدٌ واحِد، لأَنَّنا نَشتَرِكُ كُلُّنا في هذا الخُبزِ الواحِد" (1 قورنتس 10: 17). ويُعلق البابا فرنسيس: "حين نأخذ هذا الخُبزِ ونأكله، فإننا ننضمُّ لحياة يسوع، وندخل بشركة معه، ونلتزم بتحقيق الشَّرِكَة فيما بيننا، وبتحويلِ حياتِنا إلى عَطية، لاسيّما حيال الأكثر فُقرًا" (7 /6/ 2015). استعملت الجماعة المسيحية الأولى عبارة "كسر الخُبزِ" للدلالة على اجتماعاتهم الإفخارستيا "كانوا يُواظِبونَ على تَعليمِ الرُّسُل والمُشاركة وكَسْرِ الخُبزِ والصَّلَوات" (أعمال الرسل 2: 42)؛ وهم يعبّرون بذلك عن الشَّركة بينهم، إذ إنَّ جميع الذين يتناولون من هذا الخُبزِ الواحد المكسور أي المسيح، يدخلون في الشَّركة معه "أَلَيسَ الخُبزِ الَّذي نَكسِرُه مُشارَكَةً في جَسَدِ المسيح؟" (1 قورنتس 10: 16). |
|