|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يؤكِّد يسوع المسيح أن من يتناول القربان المقدس "ثَبَتَ فِي المسيح والمسيح ثَبَتُّ فيه" (يوحنا 6: 51)، وبالعكس إنَّ من لا يتناول القربان المقدّس لن يكون هناك بينه وبين المسيح ثباتٌ متبادلٌ. وفي هذا الصَّدد يقول القديس ايرينيوس: "إنَّ الإنسان إمَّا أن يكون فارغًا أو مملوءً. فمن يقبل الله ساكنًا فيه يكون مملوءً، أمَّا من ليس له معرفة بالآب السَّماوي وليس له الرُّوح القدس ولم يقبل المسيح حياة له يكون فارغًا". فكل إنسان مدعو ليُقيم مع الله وفي الله. "اُثبُتوا فيَّ وأَنا أَثبُتُ فيكم" (يوحنا 15: 4). الثَّبَات في المسيح هو الاتحاد الحميم والوثيق بالرَّبّ. من خلال الخُبزِ والخمر المقدسين، الذين يحضر فيهما حقيقة جَسَد ودَم المسيح، يُحوِّلنا يسوع إلى ذاته ويُشركنا في عمل الخلاص. الثَّبَات في المسيح هو موضوع العهد الجديد الذي يعبِّر عنه الكتاب المقدس عبر التاريخ، بعبارات رائعة "وأَجعلُ مَسكِني في وَسْطِكم، وأَسيرُ في وَسْطِكم وأَكونُ لَكم إِلهًا وأَنتُم تَكونونَ لي شَعْبًا " (الأحبار 6: 11-12). وقد دعيت أورشليم السَّماوية " مَسكِنُ اللهِ مع النَّاس، فسَيَسكُنُ معهم وهم سيَكونونَ شُعوبَه وهو سيَكونُ ((اللهُ معَهم))" (رؤيا 21: 3). هذه هي العطيَّة الأَبدِيَّة، يسكن الله معنا ويقبلنا عنده كشعب سماوي له، وهو يكون لنا إلهًا يتجلى فينا. فسكنى الله فينا ينزع عنا فراغنا الدَّاخلي الذي لن يُشبعه إلاَّ الله نفسه، إذ لا تشبع النَّفس التي على صورة خالقها إلاَّ بالله خالقها. نحن، من خلال القربان الأقدس، نكون في شركة مع إلهنا بشكل ملموس. ونحن بحاجة للبقاء في حضوره الحقيقي. ويُعلق القديس كيرلس الكبير: " جاء المسيح ليكون فينا ونحن أيضًا فيه". وفي هذا الصَّدد يقول القديس هيلاريون، أسقف بواتييه: "بخصوص الجَسَد والدَّم لا يوجد أي مجال للشَّك. فإنه الآن بإعلان الرَّبّ نفسه وإيماننا، هو جَسَد حقيقي ودَم حقيقي. وما يؤكل ويشرب يعبر بنا لكي نكون في المسيح والمسيح فينا. ويمكن أن نلخص الثَّبَات أن يتضمن على أربع عناصر: المُثبِّت والمثَبَّت والمُثبَّت به والمُثبَّت إليه. المُثبِّت هو يسوع المسيح، والمُثبَّت هو المؤمن، والمُتثبَّت به هو القربان الأقدس، والمُثبَّت إليه هو الحياة الأبدية. |
|