|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماذا يعني أن "خذ كل فكر أسيرًا" عند التعامل مع الأفكار المريرة؟ إن حض الرسول بولس الرسول على أن "خُذْ كُلَّ فِكْرٍ أَسِيرًا لِطَاعَةِ الْمَسِيحِ" (2 كورنثوس 10: 5) يقدم لنا إرشادًا قويًا عندما نتصارع مع الأفكار المريرة. يدعونا هذا الانضباط الروحي إلى الانخراط بنشاط مع عالمنا الداخلي، مدركين أن أفكارنا تشكل عواطفنا وأفعالنا وشخصيتنا. عند التعامل مع الأفكار المريرة، فإن أخذها أسيرة يعني أولاً الاعتراف بوجودها دون خجل أو إنكار. يجب أن نتحلى بالشجاعة للنظر بصدق إلى الألم أو الغضب أو خيبة الأمل التي تغذي مرارتنا. هذا الوعي الذاتي هو الخطوة الأولى نحو الشفاء والتحول. لكن الاعتراف بأفكارنا المريرة لا يعني الاستسلام لها. أن نأخذها أسرى هو أن نرفض السماح لها بالسيطرة على عقولنا وقلوبنا. إنه يعني فحص كل فكرة في ضوء محبة المسيح وحقيقته. نسأل أنفسنا: هل يتوافق هذا الفكر مع الإنجيل؟ هل يعكس رحمة الله ورأفته؟ هل يقودني نحو المحبة أم بعيداً عنها؟ تتطلب هذه العملية الصبر والمثابرة. غالبًا ما يكون للأفكار المريرة جذور عميقة، ونادرًا ما يكون اقتلاعها حدثًا لمرة واحدة. إنها ممارسة يومية لإعادة توجيه عقولنا نحو الأمل والغفران والمحبة. قد نحتاج أن نذكّر أنفسنا مرارًا وتكرارًا بأمانة الله، حتى في خضم خيبات أملنا. تلعب الصلاة دورًا حاسمًا في هذه العملية. عندما نطرح أفكارنا المريرة أمام الله، فإننا ندعو حضوره الشافي إلى ألمنا. تقدم لنا المزامير أمثلة جميلة على هذا الحوار الصادق مع الله، حيث يسكب المرنمون شكاواهم ومع ذلك يجدون طريقهم إلى التسبيح والثقة. إن أسر أفكارنا ينطوي أيضًا على استبدال الأفكار المرّة بأفكار معطاءة للحياة. كما ينصح القديس بولس: "كل ما هو حق، كل ما هو شريف، كل ما هو عادل، كل ما هو طاهر، كل ما هو مرضي، كل ما هو جدير بالثناء، إن كان هناك أي امتياز وإن كان هناك ما يستحق المديح ففكروا في هذه الأشياء" (فيلبي 8:4). هذا ليس مجرد تفكير إيجابي، بل اختيار متعمد للتركيز على صلاح الله وجمال خليقته. يجب أن نتذكر أننا لسنا وحدنا في هذا الصراع. فالكنيسة، بصفتها جسد المسيح، مدعوة لأن تكون مجتمعًا للشفاء والدعم. إن مشاركة أفكارنا المريرة مع أصدقاء موثوق بهم أو مستشارين روحيين يمكن أن يخرجها إلى النور حيث تفقد الكثير من قوتها. |
|