|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأَنَّهُ هُنَاكَ سَأَلَنَا الَّذِينَ سَبُونَا كَلاَمَ تَرْنِيمَةٍ، وَمُعَذِّبُونَا سَأَلُونَا فَرَحًا: رَنِّمُوا لَنَا مِنْ تَرْنِيمَاتِ صِهْيَوْنَ [3]. كان المسبيون يتذكرون ما حذرهم منه الأنبياء قبل سبيهم، فكانوا يعلقون قيثارتهم على الصفصاف، لأنهم لا يستخدمونها، ويبكون على عدم سماعهم لأقوال الله لهم خلال الأنبياء. أما الذين سبوهم، فكانوا يطلبون منهم أن يسبحوا إلههم، إما رغبة في الاستهزاء بهم وبإلههم، أو كنوعٍ من حب الاستطلاع. لا نعجب إن كان البابليون يطلبون ممن سبوهم وأذلوهم أن يرنموا إحدى تسابيحهم التي كانوا يتغنون بها في أورشليم. فإنهم لم يشعروا بالمُرْ الذي حل بهم، أو لعلهم طلبوا ذلك كنوعٍ من السخرية بهم. يدهش القديس يوحنا الذهبي الفم من المسبيين، هؤلاء الذين حين كانوا في بلدهم يستخفون بالأنبياء، الآن وهم في السبي يبكون ولا يريدون أن يكسروا الشريعة، ويقدمون تسابيح في أرض غريبة. لقد انتفع الأعداء أنفسهم من ذلك، إذ أدركوا أن المسبيين لم يهتزوا بالسبي، فيكسروا الناموس، إنما تذكروا صهيون. لم يكن بكاؤهم باطلًا، بل صار هذا هو عملهم. لقد اجتمعوا معًا لينوحوا ويرثوا حالهم. كأنهم يقولون للأعداء: "وإن سبيتم أجسامنا، لكن لا سلطان لكم على أفكارنا. يختم الذهبي الفم تعليقه على هذه العبارة، قائلًا: [ألا ترون هذا الروح ذا القيم السليمة بسبب الضيق، فقد سما بالمتاعب!] ربما يتساءل البعض: لماذا اخذوا آلات التسبيح إلى أرض السبي، وهم يعلمون أنه لا يجوز لهم أن يسبحوا تسابيح صهيون في أرض غريبة؟ يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أن هذا حدث بسماح من الله لكي برؤيتهم لها يحزنون على ما وصلوا إليه، فيرجعون إلى الرب، أو لكي تلتهب قلوبهم شوقًا وحنينًا للعودة إلى وطنهم خلال التوبة. * "سألنا الذين سبونا كلام تسابيحنا". فإن الأرواح الشريرة التي خدعتنا وقادتنا إلى الأسر في استخفاف تهزأ بنا: "قدموا لنا كلمة إيمانكم، افعلوا هذا كما اعتدتم وأنتم تسبحون تسبحة الله حين كنتم في أورشليم". القديس جيروم |
|