ماذا يقدم الله لنا؟
يقدم ذاته نورًا لنا فيفتح حواسنا لنبصر أمجاده فينا وملكوته السماوي معلنًا داخلنا، ويفتح آذاننا لنسمع صوته الإلهي وندرك غاية وصيته، فتصير لنا آذان الأبناء الذين يعرفون صوت أبيهم بل حتى حركة رجليه... هذا ما عناه بقوله: "اخرج الشعب الأعمى وله عيون والأصم وله آذان" [8].
هذا هو دور الله مخلصنا في حياتنا الداخلية حيث يُجدد طبيعتنا في مياه المعمودية بروحه القدوس ليهبنا الإنسان الجديد القادر على التمتع بالشركة الإلهية.
خلال هذه الخبرة نشهد للغير، فتدعو الكنيسة لاجتماع عام للأمم [9-13] للتعرف على المخلص وتأكيد تحقيق ما سبق فوعد به خلال أنبيائه عبر الأجيال قبل مجيئه. "اجتمعوا يا كل الأمم ولتلتئم القبائل. من منهم يخبر بهذا ويعلمنا بالأوليات، ليقدموا شهودهم ويتبرروا، أو ليسمعوا فيقولوا صدق. أنتم شهودي يقول الرب وعبدي الذي اخترته لكي تعرفوا وتؤمنوا بيّ وتفهموا إنيّ أنا هو. قبلي لم يصور إله وبعدي لا يكون. أنا أنا الرب وليس غير مخلص..." [9-11].
يطالب الله من تمتع بالبصيرة الجديدة والآذان الروحية الجديدة أن يدعو الأمم والقبائل للدخول معهم في حوار عملي خلال ما يعيشونه.