|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ليونيد الستارتز القديس تغّيرت الحياة الرهبانية في اوتينو Optino لحظة سكنى الشيخ ليونيد الاسقيط، إذ تحولت قلايته إلى مركز روحي للدير. فكان الأب موسى رئيس الدير يأتيه ورهبانه كاشفين أفكارهم وطالبين إرشاده. وما هو إلا زمان قليل حتى تبعتهم جموع العلمانيين يأتون من كل جنب وصوب متدفقين لينهلوا من النبع هذا. في عام 1834 أتى الراهب الكاهن مكاريوس إلى اوبتينو، فأضحى المساعد الأمين للشيخ ليونيد، إذ كانا يستقبلان الزوار سوية ويستمعان الاعترافات ويجيبان على الرسائل. وكما أنه لا يمكن أن تخفى مدينة مبنية على جبل، هكذا اخذ شعاع أبوتهما الروحية ينتشر ويمتد، حتى أن أديرة عديدة أخضعت نفسها لارشاد شيوخ اوبتينو. شدّد الشيخ ليونيد في تعليمه على التواضع الذي هو أعظم الفضائل. وعلّم تلاميذه الهرب من المجد الباطل بتفاديهم أعمال النسك الظاهرة وبممارستهم النسك الداخلي الخفي والقيام بالأعمال الجسدية الوضيعة. ففيما كان منشغلاً ذات يوم بمحادثة مع بعض الزوار، أتاه أحد تلاميذه طالباً كتاب الفيلولكاليا، ظاناً بأن الشيخ سيعطيه إياه دون أي استفسار، وذلك لئلا يقطع محادثته. لكن الشيخ أصرّ على معرفة دوافع الأخ لأخذ كتاب كهذا. ولما علم أن الأخ المبتدئ أراد دراسة موضوع الصلاة عند القديس كاليستوس، وبّخه بعنف قائلاً: “كيف تجرؤ على أن تنشغل بموضوع من هذا المستوى الرفيع؟ بدلاً من أن تدرس القديس كاليستوس، خير لك أن تنظف الأقذار من أمام الباب. تذكّر سيمون الساحر كيف بعد أن ارتفع في الهواء سقط على الأرض. احذر وكن متواضعاً لئلا تصادف مصيراً كهذا.” عندما سمع الأخ هذا انصرف منتفعا متعجبا من حكمة الشيخ. اعتاد أخ الإلحاح ليسمح له الشيخ بلبس سلاسل حديدية، ولكن الشيخ كان دائم الرفض، إلى أن أتى يوم استدعى فيه الأخ الحداد وقال له: “إن أتاك الأخ الفلاني قائلاً: ببركة الرئيس اصنع لي سلاسل حديدية لألبسها، اصفعه على وجهه. وهكذا كان. فلما أتى الأخ طالبا من الشيخ البركة لتقلد السلاسل، أذن له أرسله إلى الأخ الحداد. فما كان من هذا إلا أن صفعه على وجهه صفعة قوية. فلم يحتمل الأخ الضربة وبادرها بضربة مماثلة. فاشتدّ الخلاف بينهما وأتيا الشيخ يشتكيان على بعضهما البعض. فتأملهما الشيخ برهة بحزن وأنّب الأخ المصفوع قائلاً: “كيف تزعم يا أخي انك تستطيع احتمال السلاسل بينما فشلت في احتمال صفعة بتواضع”. |
|