"اِجمَعوا ما فَضَلَ مِنَ الكِسَرِ لِئَلاَّ يَضيعَ شَيءٌ مِنها" فتشير إلى الوِفرة (2ملوك 4: 43)، وهكذا يتأكد الإيمان بأنَّه كانت هناك وفرة من الطَّعام حقًا، وإن ما حدث لم يكن تخيلًا، وتلمح العبارة أيضا إلى المائدة التي لا تزال مفتوحة للجميع، إذ ترمز هذه الفضلات إلى طعام المّنِّ الذي أعطاه الله في البريَّة (خروج 17)، وأخيرُا ترمز إلى القربان الأقدس، ومراده ذلك إبراز وفرة المواهب السَّماويَّة القادرة على إشباع المؤمنين (يوحنا 6: 35).
وفي الواقع، كان اليهود يتطلَّعون إلى الخبز كونه الطَّعام الرَّئيسي الذي يمثِّل بركة من الرَّب، لذا فإنهم يحرصون ألاَّ يسقط فتات خبز على الأرض، ولا يطأ أحدٌ بقدميه على فتات الخبز. جاء في أمثال اليهود: "من يحتقر خبزًا يسقط في أعماق الفقر".