|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ههُنا صَبِيٌّ معَهُ خَمسَةُ أَرغِفَةٍ مِن شَعير وسَمَكتان، ولكِن ما هذا لِمِثلِ هذا العَدَدِ الكَبير؟ "ما هذا لِمِثلِ هذا العَدَدِ الكَبير؟" فتشير إلى رد فعل فيلِبُّس الذي يبدو محيرًا بل مستحيلاً مبينًا قلة الوسائل من ناحية، ودليل على ضعف إيمانه من ناحية أخرى علمًا أن الإيمان بشخص المسيح يتجاوز حدود العقل والمنطق. ويُعلق القديس كيرلس: "تحول عدم إيمان أندرواس إلى شهادة حسنة للمسيح، لأنَّه باعترافه أن مبلغًا كبيرًا كهذا المال لن يكفي الجموع ولو لشراء زادٍ طفيف، بهذا الأمر يُكلل قدرة رب الجنود، هذا الذي عندما لم يتوفر شيء... تمَّم عمل محبته نحو الجموع بغنى فائق". إن الموقف الذي يبدو مستحيلاً بالوسائل البشريَّة، هو فرصة لله لتدخُّل. لقد فعل التَّلاميذ كل ما كان في قدرتهم: قدّموا الطَّعام الموجود خمسة أرغفة وسمكتين وجعلوا النَّاس يقعدون على العشب ثم صنع الله المستحيل استجابة للصَّلاة. استخدم الرَّب الخمسة الأرغفة والسَّمكتين كي يُطعِم الجموع، كي يُقدِّموا النَّاس ما عندهم مهما كان قليلًا كالعبد الأمين الذي يستثمر وزناته بقدر ما أُوتي به من قوة وهبات. علينا إن نلقي القليل مما توفَّر لدينا بين يديه، فهو قادر أن يأخذ القليل ويُكثره لأنَّه النَّبي المقتدر. الله يأخذ ما نقدمه له من وقت أو قدرة أو موارد ويضاعفها بوفرة تفوق اقصى توقعاتنا. إنه يأخذ من أجل أن يُعطي. وما أحلى ما قاله يهوشافاط الملك: "لا نَعلَمُ ماذا نَصنعَ، وإِنَّما عُيونُنا إِلَيك" (2 أخبار 20: 12). إنّ الرَّبّ قادر أن يُبارِك في القليل فيفيض. فلنُقدِّم ما عندنا من إمكانات محدودة وهو يستثمرها لمجده. وهنا يُعلمنا يسوع طرق التَّضامن والمشاركة والتَّعاون التي تساعدنا في سدِّ حاجات النَّاس الماديَّة والمعنويَّة من طعام وملبس ومسكن وتعليم وصحَّة، وتَطلع للعدالة والكرامة والحرّيَّة. |
|