ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا كيرلس والتواضع الحقيقى فى الواقع أن التعبيرات التى عبر بها الآباء الكهنة والأخوة الذين تحدثوا كافية فى الواقع ، كافية جدا ، لأن كلنا أخذنا منها أشياء نافعة لنفوسنا فى هذه الذكرى الجميلة . الحقيقة فيه جملة ترددت على ألسنة كل المتكلمين ، وحسيت فيها أن لها معنى خاصاً وهى التى جاءت فى البولس ، ” تمثلوا بى ” كل المتكلمين لاحظت أنهم ألحوا على هذه النقطة ، أن البابا كيرلس يقول تمثلوا بى وإلا فما جدوى وجودنا فى هذه المناسبة ، وهذا الإقبال الروحى الجميل يدل على الأثر الذى تركه فى قلوبنا جميعا . وعشرات الألوف إلى اليوم والأيام الماضية ذهبوا دير مارمينا ، ومن كل البلاد . أنا أرى أشخاصا يأتون من الأردن وآخرين من كندا، ومن أمريكا ومن ألمانيا ، ومن أستراليا فضلا عن الناس الذين يأتون من كل بلاد مصر. حقيقة هذه ظاهرة روحية تستوجب أن الانسان يقف أمامها ، نفس البابا كيرلس كان ظاهرة روحية ، أنا أقول أن جيلنا ما أسعده ، جيل سعيد ، لأنه رأى هذا الرجل . هذا الرجل هو البطريرك الذى كان يَعبُد كثيرا، ويتكلم قليلا، حقيقة راهب بكل معنى الكلمة، لازمته روح الرهبنة إلى يوم رقاده،الذى يريد أن يرى الرهبنة ويعرفها عمليا يقدر أن يراها أو رآها فى البابا كيرلس، نموذج للإنسان العابد ، والعابد بعمق ، لم تكن معرفته بالله معرفة سطحية ولكن دخل إلى أعماق الحياة الروحية بل تحول هو كله إلى صلاة ، والتعبير الذى قيل فى المزمور ” أما أنا فصلاة ” هو البابا كيرلس ” أما أنا فصلاة ” حقيقة الذى يريد أن يعرف ماهى الصلاة؟ رجل يَعْبد كثيرا ويتكلم قليلا . ما أقل الكلمات التى قالها ولكن ما من كلمة سقطت سواء كانت الكلمات التى قالها للأفراد أو الكلمات العامة . هذا الرجل لم يكن إنسانا عاديا ، إندمجت فيه الروح بل تحول إلى روح . ومن كثرة ما إندمج فى الروح صار فى مقدوره وهى موهبة غير عادية كنا نسمع عنها أو نقرأ عنها فى الكتب بالنسبة لبعض الآباء الكبار ، لكن الرجل كان عنده مقدرة وهذه عطية نتيجة مواصلة العبادة، أن روحه كانت تنفذ من جسده مع إتصالها بالجسد ، وهذا ما يمكن أن نسميه بالطفو الروحى ، وكان يذهب إلى أناس فى بيوتهم وهو فى الجسد ، لم يكن حلماً ، ولا رؤية ، كان يذهب بشخصه ، عندنا أمثلة قليلة جدا فى السنكسار لبعض رجال الكنيسة ، هذه أشياء تبدو لبعض الناس أنها خرافة ، لكن لا.. ليست خرافة ، يصل لبعض الناس من فرط العمق الروحانى أنه روح تنطلق من جسده ، تخترق الجسد مع إتصالها به دون أن تنفصل عنه ، لأن الإنفصال معناه الموت . إنما هذه شفافية ، شفافية غير عادية ، الجسد وصل ، تروحن ، الجسد نفسه تروحن وأصبح فى مقدور الروح أنها تغادر الجسد أو تخترق الجسد كما يخترق النور الزجاج . حقيقة ، أفضل شىء فى هذه المناسبة أننا نتمثل بهذا الرجل ، ننظر له ونتعلم منه ، تمثلوا بى ، تمثلوا ، هذه تفرحه ، لأنه هو مثال ، هو مثال الروحانية فى العالم ، ليس فقط الأنبياء الذين يرسلوا ، إنما أرواحنا أيضا باعتبارها أنها نازلة من السماء ، أرواحنا لا تولد من الأب والأم ، إنما تنزل فى رحلة وتبقى فى الأرض مدة وبعد ذلك تعود مرة أخرى ، ترجع الروح إلى الله الذى أعطاها. ليس الإرسال إذن هو إرسال الأنبياء فقط ، إنما ممكن على نوع ما يعتبر كل واحد منا مرسل إلى الأرض ، لكن هناك واحد يفهم أن له رسالة وله هدفاً ويحاول أن يحقق هذا الهدف ويسعى لتحقيقه ، ويفهم أن وجوده فى الدنيا له قيمة وأن قيمته أن يحقق هذا الهدف ، وأن يحقق الرسالة التى جاء من أجلها. وأُناس آخرين تنسى، تنسى الرسالة بشواغل الحاجات المختلفة. أنا دائما لا أعرف لماذا فى ذهنى باستمرار أن البابا كيرلس كنت دائما أراه من طراز الرجل الذى ممكن أن نسميه أباً الهول ، بأى معنى؟ كلمة أبو الهول كلمة أطلقها العرب على تمثال الملك خفرع وهو راكع فى شكل أسد منتظراً بزوغ الشمس ، وعبدة التمثال العرب كانوا يقولون أبا الهول ، يعنى مهول تأثرا به ، بهذا هم سموه أبا الهول لكن هو اسمه الأصلى ليس أبا الهول . الرجل البابا كيرلس كبطريرك يَعبد كثيرا ويتكلم قليلا ، يتمثل فيه الرجل الملتزم العاقل الذى كل كلمة إذا قالها لابد أن يكون لها معنى ، ولا تسقط على الأرض ، لذلك كان كلامه قليلاً وبقلة كلامه صان نفسه وحفظ تراث الكنيسة ، ومع ذلك لروحانيته الكبيرة لم يكن هذا الصمت أو قلة الكلام من نوع الذكاء أو الحكمة البشرية ولكن عشرته الروحانية جعلته حقيقة يحس بضآلته وحقارته وأنه لا شىء . وهذا هو التواضع الحقيقى ، ليس التواضع أن الإنسان يعبر عن التواضع ولكن الشعور الصادق فى العمق الصادق أنه يدرك بأنه ليس شيئا . ولا يمكن أن يصل الإنسان لمرحلة أنه يدرك أنه ليس شيئا إلا اذا كان فعلا غمره إحساس عارم بالحضرة الإلهية ، وبالعظمة الإلهية والكشوف الروحانية التى تكشف أمامه ، فيحس بضآلته . وهذا المعنى الذى قالته السيدة العذراء ” تعظم نفسى الرب وتبتهج روحى بالله مخلصى لأنه نظر إلى تواضع أمته ” تواضع أمته هنا ليس بمعنى أنها تصف نفسها بفضيلة التواضع !! لا .. هنا التواضع بمعنى حقارتى ، أنا لا شىء ، هو نظر إلى .. ، هنا التواضع ليس معناه أبدا أنها تدرك أنها اكتسبت فضيلة التواضع .. لا .. نظر إلى حقارتى ، إلى وضاعتى ، أنا وضيعة . هذا هو الذى جعله يكون قليل الكلام ، وكان عنده إحساس كامل أنه حقيقة ليس شيئا ، وأن مواهبه محدودة أو ليست له مواهب ، هو يعتقد فى نفسه ذلك ، وهذا ليس مجرد تعبير كلامى ، لا .. هو يحس بذلك فعلا ، وهذا لا يمكن أن يصل إليه الإنسان إلا إذا كان حقا أدرك مستوى عال فقاس نفسه بإزاء المقياس العالى فأحس أنه لا شئ . يقولون فى دائرة العلماء ” تواضع العلماء ” ماذا يعنى تواضع العلماء؟ يقولون العلماء متواضعون وأنصاف العلماء تجدهم متشدقين، وهناك مثل إنجليزى يقول ” المعرفة القليلة حقيرة ” فدائما تجد الناس أنصاف المتعلمين متشدقين ، بينما العالم على الحقيقة يشعر أنه لا يعرف شيئا ، ليس كلام ولكن حقا . لماذا ؟ لأنه وقف على مشارف المعرفة مثل واحد يقف على شاطئ البحر ويرى فعلا أن البحر كبير جدا عليه، فليس التواضع معناه أنه ينزل عن مستواه ، لا.. المتواضع إنسان فاهم نفسه ، فاهم نفسه بإزاء ماتكشف أمامه ، وهذا ما قاله أحد العلماء مرة، قال : ” الحق أننا ما وصلنا إليه من معرفة لا يقاس إلى ما لم نعلمه ، والأقرب إلى الحق يقال أننا لا نعرف شيئاً. عالم يقول ذلك ، الأقرب إلى الحق أن يقال أننا لانعرف شيئا. سقراط الفيلسوف ، أحد الناس قال له ” أنت عالم ” أجابه عالم !! ” لا ياصديقى نحن كلنا جاهلون ، أنا جاهل وأنت جاهل وكل الفارق بينى وبينك أننى عالم بأنى جاهل ، أما أنت فجاهل بأنك جاهل ” هذا كل الفرق ، هذا الكلام ليس تصنعاً ولاتزلفاً . فعلا الذى يصل ، الذى يدخل للداخل أكثر يعرف حقائق الأمر . واحد مثل داود النبى ملك وكانت له مواهبه ، يقول ” أنا صرت بهيماً عندك ” بهيم .. لماذا ؟ بهيم ولا يفهم ، بهيم ، داود النبى ملك ويقول عن نفسه ” أنا بهيم ” هذا يدل على أنه فهم وأنه تكشفت أمامه أمور فرأى نفسه بإزائها ليس شيئا . أنا كنت أرى باستمرار البابا كيرلس كأبى الهول ، رابض ، ثقيل موزون ، فيه جلال ، لكن هو رأى فى نفسه أنه ليس شيئا . وكذلك عرف أنه وهو بطريرك ليس شيئا بل هو لا شىء ، ومن هنا كان يستعين بأولاده ، ويلجأ إليهم ويسألهم ويعهد إليهم بالأمور التى هى من اختصاصه ، ولكن كان يدرك أنه وهو رأس ، الرأس لا يلغى العين ولا يلغى الأذن ولا يلغى اليد ولا الرجل . إنما يشرف ، الكل مسئول معه ، للعين أن تعمل ، وللأذن أن تعمل ، ولليد أن تعمل ، وللرجل أن تعمل وللظفر ولكل خلية ، ولكل شعيرة فى الجسم أن تعمل ، وليست مهمة الرئيس أن يبطش بهؤلاء الأعضاء . إنما مهمة الرئيس كما رأيناها فى البابا كيرلس أنه الرجل الذى يدرك أنه ليس شيئا . ومن هنا فإنه كان يستعين ، كان يشعر بالمسئولية ومع ذلك كان يقرب أولاده إليه ، ويعهد إليهم لأنه يرى أن هذا أو ذاك له إختصاص، يمكن أن يؤدى عمله كما تؤدى العين وكما تؤدى الأذن وكما يؤدى كل عضو من أعضاء الإنسان. وهذا هو الرئيس الناجح الذى يفهم معنى مسئوليته . لذلك كان البابا كيرلس دائما ، دائما ، دائما مع كفاءته ومع أنه كان قادراً فى أمور كثيرة أن يتصرف ، لكنه كان يتعاون ويستعين تحت شعوره بضآلته ، تحت شعوره بمسكنته ، تحت شعوره بجهالته. وأيضا كان البابا كيرلس رجلاً وهو بطريرك يقبل النصيحة لا يرفض النصيحة من أحد ، يصغى ، ويمكن أن يقبل إشارة تنبهه إلى شىء ، وهذه حقيقة طبيعة الإنسان الروحانى على الحقيقة والعالم على الحقيقة ، أنه لا يحتقر مشورة الآخرين ، ويقبل النصيحة ولا يشعر أنها تتعارض أبدا مع مسئولياته ومع رئاسته ومع مركزه ومع منصبه ، لأنها تساعده على أن تنير طريقه ، فمن من الناس معصوم من الخطأ ؟ خصوصا وكنيستنا لا تؤمن بالعصمة أبدا ، على الرغم من أن الرجل كان فى درجة روحانية عالية ، لكنه ما زعم أنه معصوم من الخطأ . إذن يقبل النصيحة ، يقبل إشارة من إنسان أصغر منه ، وأقل منه ، يتنبه بها إلى شىء ، على الرغم من علمه ومن روحانيته ومن أنه كان له علم روحانى يكشف به أموراً ، ومع ذلك كان يقبل النصيحة . موسى النبى ، انظر موسى النبى كليم الله ، والذى يوصف بأنه رئيس الأنبياء ، جاء حموه مرة فرأى إزدحام الناس حوله فقال له ما هذا؟ أنت بهذه الطريقة تتعب نفسك وتتعب الناس ، لا يمكن أنك أنت تقوم بهذا العمل ، عين من قبلك رؤساء ، رؤساء ألوف ورؤساء مئات ورؤساء كذا ورؤساء كذا ، يهتمون بالمسائل الصغيرة، لا يحملون إليك إلا الأمور الكبيرة ، موسى النبى كليم الله قبل النصيحة من حميه يثرون ولم يرفض نصيحة من إنسان أقل منه معرفة وفهما ، وأقل منه روحانية ، أقل منه أيضا لأنه لم يكن نبيا، كان يمكن لموسى النبى أن يقول أنه نبى الله ، ويتلقى الإشارة من الله مباشرة .. لكنه قبل النصيحة من يثرون حميه وعمل بما قاله يثرون ، وزع إختصاصات كثيرة ، ليبقى مع موسى فقط الأمور الثقيلة التى لا يقدر الصغار عليها ، لأنه إذا كان الإنسان يتصرف فى الصغيرة فمتى يتفرغ للكبيرة . فالبابا كيرلس السادس من منطلق تواضعه ومن منطلق إحساسه بضآلته وبمحدودية معرفته ومحدودية العلم ، وهذا ليس عيبا ، بل هذا فضيلة فى الرجل الذى فهم أنه ضئيل ، وصغير . هذه فضيلة. فالبابا كيرلس يقف معلما ، يقف معلما نتعلم منه ، ولو أنه لم يقف على منبر ، ولم يكتب ، إنما ترك من بعده سيرة وتلاميذ ، . وهذا هو المعنى الأكبر الحقيقى لمعنى وجود الإنسان ، الإنسان يفهم نفسه . أكبر فضيلة بل أول عتبة على سلم الفضائل أن يعرف الإنسان نفسه ، فليعرف الإنسان نفسه وهذه كلمة قالها سقراط وجعلها محور كل فلسفته. ” اعرف نفسك بنفسك ” وهو أيضا لم يخترعها ، وجدها على معبد أبوللون فى مدينة منف وهى عند بلاد اليونان ” اعرف نفسك ” حكمة . يعرف الإنسان نفسه على حقيقتها . وهذا هو التواضع الحقيقى ، التواضع الحقيقى أن يعرف الإنسان نفسه ، من وضع ، وضع يعنى يعرف وضعه ، يعرف حجمه دون أن يتكلم ودون أن يصف نفسه بأى وصف ، ودون أن يقول أنى خاطئ وما إليها من تعبيرات ، لا .. هذا إحساس عميق فى الرجل . هناك كلمة أيضا ، تجدها اليوم فى الكاثوليكون ، ” أن ملكوت الله ليس بكلام بل بقوة ” جميل هذا التعبير .. أن ملكوت الله ليس بكلام بل بقوة . هذا هو البابا كيرلس، لم يكن يتكلم وإنما كانت حياته قوة ، القوة التى ليست منه كإنسان ، مثل ما قال الرسول ” لكى يكون فضل القوة لله لا منا ” . الروحانى الذى يصل لهذا القرار ، يصل إلى هذه الحقيقة ويدركها ويتبناها ويعيش فيها وتندمج معه . ويعيش هذه الحقيقة أنه ليس شيئا، وأن فضل القوة لله لا منا . هذا كلام ممكن نقوله وممكن أن نستمر ساعات نتكلم فيه ، لكن ليس كل فرد يقدر أن يدرك قوة هذا التعبير ، ليس ملكوت الله كلاماً ، المسيحية ليست كلاماً ، الفضيلة تمارس ولا تحتاج أن الإنسان يرددها، التواضع والمحبة وما إليها ، كل الفضائل المسيحية بدل أن نشرحها للناس تُمارس ، تُمارس ، إن ممارسة الفضيلة هى كل شىء . هذا الرجل كان يتمثل فيه فضائل كثيرة مع قلة الكلام . الواحد ينظر إليه فيتعلم شيئا . سمعت لعدد من الناس حتى الأطفال الصغار، يقولون لماذا البابا كيرلس نظراته قوية ، ينظر بشدة ، لدرجة أنا رأيت بعض الأطفال يخافون ، وعبروا عن خوفهم ، وسمعت هذا الكلام من عدد من الناس ، أنه ينظر نظرة قوية ، لماذا؟ وهذه حقيقة ، هى نظرة فاحصة ، نظرة يُعْبُر بها إلى داخل الإنسان، عين الإنسان ممكن تخترق للداخل ، مثل الكهرباء ، مثل الإشعاعات ، مثل الأشعة تصل ، فالرجل عود نفسه أنه ينظرهذه النظرة من بعيد وكان يرى ، كان مكشوف العينين، كان عنده جلاء بصرى ، كان يرى كل شىء، وهذه طبعا تدل على أن الرجل كانت عنده شفافية، وهذا نتيجة النسك الشديد وأنه حقيقة راهب، كل هذا خبزه وعجنه وكون منه هذا الإنسان الروحانى . وهذا هو الذى جعله إنسان ذو فاعلية ، أنه يقدر أن يعمل شيئا من كثرة ما تحدث لروحه تجمعت روحه ، لم تعد الروح متناثرة، لم تعد روحه مشتتة ، إنما كثرة التأمل والعبادة المتواصلة الصادقة العميقة جعلته واحداً غير منقسم على ذاته . من هنا أعطته قوة بحيث عندما ينظر ، ينظر بقوة وينظر نظرة بعيدة وعينه تقدر أن تخترق مسافات . كل هذه مواهب ياأولادنا ممكن أن تكون من نصيبنا ، والبابا كيرلس يعطينا نصيحة لكى نتعلم منه وممكن نصل لكن المسألة ليست سهلة تحتاج إلى جد واجتهاد وصبر ، حلوة كلمة صبر . لأن الرجل كان أيضا يتمثل فيه الصبر . هنا فى رومية 12 وهذه أيضا من ضمن الفصول التى قُرِأت فى هذا اليوم واليوم السابق ” صابرين فى الضيق ، مواظبين على الصلاة ” صابرين فى الضيق ، نعم ، وهو رجل صبور حقيقة ، علمته الحياة أشياء كثيرة جدا ، لم يكن ينفعل ولا يجرى ، تعلم الصبر وطول البال ، تعلم من سيده لأن الله طويل البال ، صابرين فى الضيق . كما سمعتم من بعض أولادنا وغيرهم عاش حياة فيها شدائد من الداخل ومن الخارج ، لكن كان يطيل باله ويؤمن بالصلاة ويؤمن بفاعلياتها . وفى فصل إنجيل باكر يقول له أن الريح كانت تلعب بالسفينة ، فسيدنا له المجد انتهر الريح فصار هدوء ، صار هدوء ، انتهر هذه الريح . هذا الرجل لأنه كان يستند إلى قوة المسيح فكان يذهب بسرعة فى كل ضيقة ، إما يحبس فى المغارة ويبقى مدة طويلة إلى جانب القداسات اليومية التى كان يرفعها ، وإما كان يذهب إلى دير مارمينا ويعكف ، صابرين فى الضيق ، وكانت تنتهى كل شىء ، ليس فقط تنتهى ، لكن تنتهى بمجد ، تنتهى بأشياء عجيبة ، تنتهى بكرامة ، تنتهى بتدخل إلهى غير عادى . يكفينا هذا بأن نخرج عقب هذا الاجتماع وعقب هذه الذكرى الجميلة، أن نأخذ منه ونتعلم منه ، لكن المسألة محتاجة جهاداً ، لا يمكن أن يصل واحد بسهولة ، يقول من جد وجد ، من جد وجد ليست سهلة ، لا ينفع أن تصل إلى الحياة العميقه بالطريقة السطحية أبدا أبدا ، تحتاج مواصلة ، تحتاج استمرارية ، تحتاج أن الفرد يتأصل فى مبدأ الأمر ولكن يستمر ولابد أن ينمو ، ربنا صنع قوانين ، فالطبيعة مملوءة قوانين ، الله لا يسوس العالم بالمعجزات كما قال القديس أوغسطينوس ، ” الله يسوس العالم بالقوانين لا بالمعجزات ” فحياتنا تخضع للقانون الطبيعى ، والقانون الطبيعى أن الإنسان ينمو ، وأن الإنسان عندما يأكل ويتغذى يتكاثر ، عندما يتغذى ينمو ويتكاثر ، هذه هى الطبيعة . كل واحد فينا مرسل، لأن أرواحنا مرسلة من فوق ، آتية من فوق . آتية فى رحلة ثم سترجع مرة أخرى ، كل واحد فينا سيقدم تقريرا لسيده بعد أن يعود إليه ، ماذا عملت فى هذه الرحلة ، ماذا عملت فى هذا الوقت ، وماذا عملت فى هذا الزمن ، ماذا عملت فى المواهب التى أعطانى الله إياها ، والقدرات والإمكانات ، كل هذه أعطاها لى سيدى لاستثمرها ، أيها العبد الشرير والكسلان لماذا طمرت فضتى فى الأرض ؟ لماذا طمرتها سيحاسبنى إذا كنت أنا طمرت فضتى ، إن كنت تؤمن ، كل شىء مستطاع لدى المؤمن . لا يوجد أحد من الكبار الذين وصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن بسهولة ولا بالسطحية أبدا أبدا أبدا ، السطحية لا تخلق العمالقة أبدا ، أبدا ، تحتاج إلى جهاد وتحتاج إلى تعب وتحتاج إلى سهر . يكفينا هذا ونعمة ربنا يسوع المسيح تشملنا جميعا وله الإكرام والمجد إلى الأبد آمين . |
|