حين يسمح الله لأورشليم ولبني يهوذا، شعبه العروس، أن تصير في عوز إلى الخبز والماء إنما يُحطم السند والركن لعلها تعود فتفكر في الاتكاء على حبيبها (نش 8: 5) لتجد فيه شبعها وارتواءها.
لقد انتزع الله من شعبه رائحة اللحم والكُرَّات والبصل بإخراجهم من مصر لكنه وهبهم المن السماوي في البرية وسار بهم إلى أرض تفيض عسلًا ولبنًا؛ حرمهم من مياه الترع ليُقدم لهم الصخرة التي تتبعهم تفيض ماءً، وكانت الصخرة هي المسيح (1 كو 10: 4). الله يحرمنا من السند الزمني ليصير هو سندنا وخبزنا السماوي والينبوع الحيّ الذي يروي نفوسنا بكل طاقاتها.
هنا يُهدد النبي بحدوث مجاعة كثمرة للعصيان (لا 26، تث 28)، وقد تحقق ذلك في التاريخ عند خراب السامرة وأورشليم.
ما هو أخطر، حدوث جوع لكلمة الله كما جاء في عاموس النبي: "هوذا أيام تأتي بقول السيد الرب أرسل جوعًا في الأرض لا جوعًا للخبز ولا عطشًا للماء بل لاستماع كلمات الرب" (عا 8: 11).
* (كلمة الله) طعام للنفس، وحليها، وأمانها، ففي عدم الاستماع لها مجاعة وحرمان!