|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بذور الملكوت (حز 17: 22-24؛ مر 4: 26-34) أنا وأنت بمثابة الأرض الّتي قد تقبل أو ترفض هذه البذور الّتي تحمل الملكوت الإلهي في عالمنا البشري. متى قبلنا هذه البذور وسعينا لننميها، نحيا الملكوت هنا والآن. البذور لن تُلقى على سطح الأرض بل في باطنها حيث الظلام والرطوبة والخفاء، بالرغم من إنه قد تظهر لنا بناء على كلمات حزقيال ومرقس إنها معوقات إلّا أن الأرض الّتي تعيّ بقدرة اليّد الإلهيّة هي الّتي تنفتح وتعيّ بأنّ الملكوت هو رسالة حب الله لكلّاً منا. فلنقرر بقبول هذه البذور الّـتي تجعلنا نحمل الملكوت في حياتنا الأرضية ولا تعتمد على فضائلنا بل على كرّم وسخاء الرّبّ حبًا بنا. صورة النبت الهشّ الّذي يدعونا إلى التدريب على تغيير نظرتنا والتفهم بعمق عن ماهيّة وجوهر الملكوت الإلهيّ. هذا الملكوت هو الّذي حقيقة إلهيّة لا تعتمد علينا البتّة كالبذرة الّتي تُلقى في الأرض. ولا يسعنا إلّا أنّ نُهيئ الظروف الملائمة لها لكي تنبت في حياتنا وتنمو وتؤتي ثمارها. مدعويّن لنعيّ بأنّ ملكوت الله في يد الله، واقع عفويّ سينمو وسيؤتي بثماره. ومع ذلك، فإن هذا النمو لا يحدث وفقًا لمعاييرنا الخاصة بالحجم والقوة. الرغبة المتقدة لكاتبيّ نبؤة حزقيال والإنجيلي المرقسيّ بهذا المقال يحملان لنا نور إلهي جديد، كتلاميذ للرّبّ لكي نتعلم ونحيا بذات النمط الإلهيّ، والسبب هو أنّ المنطق البشري غالبًا ما يقودنا إلى إفتراض معايير وأنماط حياة مختلفة تمامًا عن تلك الحياة الخاصة بالله وهي حياة الملكوت، مدعوين للبدء في حياة تُشابه حياة الله باتباع أسلوبه الخفي والّذي قد نعتقد بإنّه هشّ ولا صوت له، إلّا إننا سنتفاجئ بأن حياة الله بسيطة وملكوته بداخلنا، من خلال هذا النبت الصغير والضعيف في شكل البذرة وحبّة الخردل. ويمكننا أنّ نتأمل لنفتح المجال لمعايشة هذا النص من خلال الحوار مع الذات حول طريقتنا في رعايّة البذور الّتي يلقيا الرّبّ يوميًا بحياتنا. يبدأ الملكوت من واقع صغير جدًا، يكاد يكون غير مرئي، ولكنه حاضر، مدعوين للتخلى عن أفكارنا الّتي قد تعرقل الأمور ومعتقداتنا الـمُسبقّة ومدعوين بألّا نتوقع أنّ نجد الملكوت الإلهي في الأمور الكبيرة، بل هو حاضر في الحقائق الهشّة والخفية، الّتي تُظهر بباطنها قوة الله وعلينا أنّ نستعد بقبولها كالأرض جيدة، حتى نتمكن بعد ذلك من الاحتماء، مثل الطيور في المثل، في ظلّ الرّبّ الإله، فهو ملكوتنا الأبديّ. |
|