|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا جديد! (مر 6 :2) السؤال الأوّل: «مِن أَينَ له هذا؟» (مر 6: 2) يرتبط إرتباطًا وثيقًا بما فعله يسوع في مجمعهم "علَّم". هذه التساؤلات تتعلق بدور يسوع كمعلم. كيف يمكن إنّ يتوقع أنّ يأتي ويعلّم؟ إنّه تساؤل أولئك الّذين يعتقدون إنّه لا يوجد جديد ليتعلموه عن الله وهنا يكمن الخطأ الكبير. لأن الله جديد في ذاته ويكشف عن قُربه في ابنه الّذي يجهلونه معاصريّه كمعلّم وكابن الله. 2.2. أين المصدر؟ (مر 8: 2) والسؤال الثّاني يتعلق بالحكمة الّتي يعلمها يسوع: «ما هذهِ الحِكمَةُ الّتي أُعطِيَها ...» (مر 6: 2). لقد تنبأ اشعيا عن المسيح بحلّول رّوح الرّبّ، رّوح الحكمة والفهم ... (راج اش 11: 2). إنّ طرح هذا السؤال يعني عدم الإعتراف بإنّ يسوع يأتي من الله، وعدم الإعتراف بهويته كمسيّا خلافًا لإعتراف بطرس (راج مر 8: 29). فهو تساؤل الّذين يعترفوا بصحة بعض التعاليم إلّا إنّهم يعترفوا بطبيعتها الرسميّة ومصدرها، إذن من أعطى يسوع هذه الحكمة؟ هل هو مرخص من قبل السلطة المختصة؟ إنّه تساؤل أولئك الّذين لا يتركون مساحة كبيرة لله ليُظهر وجهه، بلّ يبحثون عنه فقط في تلك الأماكن الّتي يعرفونها بالفعل والّتي يوجد فيها الله بالفعل. 2.3. ترك مساحة لله (مر 6: 3) السؤال الثالث لم يعد يتعلق بتعليم يسوع، بل بأعماله، وأفعاله: « حتَّى إنّ الـمعجِزاتِ الـمُبِينَةَ تَجري عن يَديَه؟» (مر 6: 3). حتى الأعمال العظيمة الّتي يقوم بها يسوع، مِن أين أتت، ما هو التفويض الّذي لديه للقيام بتلك المعجزات؟ إنّه تساؤل الّذين لا يتركون لله مساحة ليظهر نفسه في التاريخ وفي إطار الأقارب، فيتوقعون إلهًا بعيدًا. 2.4. أليس هذا...؟ (6: 5) السؤال الرابع يتعلق بأصل يسوع نفسه. إذا سألنا إنّفسنا في الأسئلة السابقة عن أصل كلماته وحركاته، فالآن هو الّذي يصير موضع للتساؤل عن أصله: «أَلَيسَ هذا النَّجَّارَ ابنَ مَريَم، أَخا يعقوبَ ويوسى ويَهوذا وسِمعان؟ لَيسَت أَخَواتُهُ عِندَنا ههُنا؟» (مر 6: 5). يعرف سكان الناصرة كل شيء عن يسوع، يعرفون مهنته وأمه وعائلته، تساؤلهم يدور حول كيف يمكنه إنّ يتظاهر بإنّه يقدم نفسه لهم بكلمات وإشارات مماثلة؟ (راج يو 7: 27). فقد لا نعرف يسوع شخصيًا ولكننا نعرف كل شيء عنه، وعائلته! إنّه تساؤل الّذين يسمحون لإنّفسهم بإنّ تعميهم معرفتهم المزعومة، أولئك الّذين يضعون إنّفسهم أمام الله والآخرين كما لو إنّه لا يوجد شيء جديد ليكتشفوه فيهم. أَمتمرّد أنا؟ (حز 2: 1- 5؛ مر 6: 1- 6)، على ضوء تّمرّد مُعاصري النبي حزقيال، نجد أنّ قُسّاة الرقاب لازالوا معاصرين ليسوع، بحسب مرقس، من خلال أسئلتهم الأربع. وللإجابة على هذا التساؤل الآن: أَمتمرّد أنا؟ في العلاقة بالرّبّ وبمن حولى؟ فالمتمرّدين هم الّذين يكتفون بالعلم الباطل ويحصرون الله في ما سبق وذكرناه. لكن إله إسرائيل الّذي الّذي دعا حزقيال ليرسله وتمّ رفضه أرسل ذاته في يسوع كالإله الحيّ، الّذي هو جديد دائمًا، والّذي لديه الجديد ليعلنه ليبقى بالقرب منا نازعًأ كلّ تمرّد سلبيّ وهو الّذي يجعلنا نرفض الله في مَن يرسله لنا. فالله لا يتركنا أبدًا كشعب، فنحن ننتمي له. إلهنا إله يرافقنا حتى في قلب تمرّدنا لكن الخطر بالنسبة لأولئك الّذين لم يعودوا يتوقعون أي شيء، لأولئك الّذين يخافون من اكتشاف شيء جديد عن الله حتّى إنّ يسوع «لَم يَستَطِعْ إنّ يُجرِيَ هُناكَ شَيْئاً مِنَ الـمعجزات، سِوى إنّه وَضَعَ يَديَهِ على بَعضِ المَرْضى فَشَفاهم. وكان يَتَعَجَّبُ مِنْ عَدَمِ إِيمإنّهم» (مر 6: 5 - 6). والسبب هو أنّ وجه إله يسوع لا يمكن رؤيته إلا من قبل أولئك الّذين يدركون إنّهم بحاجة إليه فقط ويصل إليهم بكلمات جديدة تصلهم في أي وقت وفي أي مكان، حتى بشكل غير متوقع. تتبعنا بحسب خلفية نص حزقيال التعرّف على حامل الرسالة الّتي أُرسلت لتوصيل كلمة الله إلى الشعب حتّى يضع الرّبّ نهاية للتمرّد البشري. كما رأينا التمرّد العنيف تجاه يسوع، مُرسل الله الآب، ورأينا أنّ منبع مأساة معاصري يسوع من أسئلتهم الأربع، فصار لهم مصدر عثرة، وهو الحجر الّذي يعثر مَن يقرر التمرّد دون أن يعرف حقيقة الله في أنبيائه وابنه. دُمتم مؤمنين متمرّدين على ذاواتكم وغير متمردّين على الرّبّ والآخرين. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رفض أهل الناصرة يسوع |
وطن يسوع هو الناصرة |
رفض اهل الناصرة ليسوع المسيح ابن الناصرة (مرقس 6: 1-6) |
مجيء يسوع إلى الناصرة وحده دون أن يصنع معجزة |
لمحة عن بيت يسوع في الناصرة |