|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ولَم يَستَطِعْ أَن يُجرِيَ هُناكَ شَيْئًا مِنَ المُعجزات، سِوى أَنَّه وَضَعَ يَديَهِ على بَعضِ المَرْضى فَشَفاهم تشير عبارة "لَم يَستَطِعْ أَن يُجرِيَ هُناكَ شَيْئًا مِنَ المُعجزات" إلى عَدَم إمكانيَّة يسوع صنع المُعْجِزات بسبب عَدَم إيمان أهل النَّاصرة، واحترام حريَّة أهله وضميرهم، فكان الظرف غير صالح لعمل المُعْجِزات. وهذه العبارة هي من أكثر عبارات الإنجيل جرأة وتُظهر بوضوح أن معجزات يسوع لم تكن أعمالًا سحريَّة، ولا أمور سيكولوجيَّة نفسيَّة، وكأن ثقة المريض شرط لشفائه، بل هي أعمالٌ مرتبطة ارتباطًا حيويًا بإيمان الشَّعب. فهناك علاقة بين المُعْجِزة والإيمان. لم يصنع يسوع مُعْجِزة إلا حيث الإيمان، وهذا هو السَّبب الأعظم. ويعلق القديس غريغوريوس النَّيزينزي: "لكي يتمَّ الشِّفاء كانت الحاجة إلى أمرين: إيمان المريض وقوَّة واهب الشِّفاء، فإن لم يوجد أحد الأمرين يصير أمر المعجزة مستحيلًا". فهناك علاقة بين الإيمان والمُعْجِزة (مرقس 2: 5)، وهناك مرات يطلب يسوع فيها الإيمان قبل أن يتدخل (مرقس 5: 36)، ومرات يربط يسوع المُعْجِزة بالإيمان (مرقس 3: 34). فان لم يكن هناك إيمان، خلت المُعْجِزة من كل معنى، ولا يجوز أن يُقال أنَّ هناك مُعْجِزة، لانَّ المُعْجِزة تفقُد كل مدلولها خارج إطار الإيمان، ولا يجوز أن نتحدَّث عن مُعْجِزة. إن عَدَم الإيمان منع يسوع من إجراء أية مُعْجِزة. ومع أنَّ الله قادر على كل شيء إلاَّ انه في سلطانه لا يُجري مُعْجِزة إذا ما كان الإنسان رافضا وثائرًا. إن عَدَم الإيمان يُبطل إلى حد ما قدرة يسوع على صنع المُعْجِزات (متى 13: 58). المُعْجِزة ترتبط بالإيمان الذي هو جواب الإنسان على مبادرة الله المجانيَّة. ولذلك أصبح إجراء المُعْجِزات مستحيلا بسبب قِلّة إيمان أهل النَّاصرة، وليس عن قِلَّة مقدرة يسوع، لان المُعْجِزة تستلزم الإيمان. وهذا لا يعني أنَّ الإيمان سبب المُعْجِزة كما أنَّ ثقة المريض بالطَّبيب ليست سبب شفائه. فالمُعْجِزة تظهر قدرة الله ومحبته لاتباعه. ولذلك علينا أن نؤمن قبل كل شيء لنفهم المُعْجِزة. |
|