|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عتاب من واقع الماضي: 21 كَيْفَ صَارَتِ الْقَرْيَةُ الأَمِينَةُ زَانِيَةً! مَلآنَةً حَقًّا. كَانَ الْعَدْلُ يَبِيتُ فِيهَا، وَأَمَّا الآنَ فَالْقَاتِلُونَ. 22 صَارَتْ فِضَّتُكِ زَغَلًا وَخَمْرُكِ مَغْشُوشَةً بِمَاءٍ. 23 رُؤَسَاؤُكِ مُتَمَرِّدُونَ وَلُغَفَاءُ اللُّصُوصِ. كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُحِبُّ الرَّشْوَةَ وَيَتْبَعُ الْعَطَايَا. لاَ يَقْضُونَ لِلْيَتِيمِ، وَدَعْوَى الأَرْمَلَةِ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِمْ. يقارن هنا بين ما كانت عليه أورشليم قبلًا وما صارت عليه خلال انحرافها وفسادها، بأسلوب مملوء رثاء وحزنًا عميقًا. إشعياء النبي صريح كل الصراحة، لكنه مملوء حبًا وعاطفة! أ. كانت أورشليم "القرية الأمينة" [21]، وقد صارت "زانية". يشبهها بالعروس التي كانت مخلصة لعريسها السماوي، تحفظ وصاياه وتعلن بهاءه ومجده خلال حياتها، وقد جرت وراء آخر (العبادة الوثنية) فتنجّست بزناها الروحي مع محبيها (حز 16: 25، 32، 36). كانت عذراء (إش 37) تتحد مع عريسها واهب القداسة لكنها تركته واتحدت بالرجاسات. * يمكنك القول بأن الله الكلمة ترك مجمع اليهود كزانٍ، فارقه وأخذ لنفسه زوجة زنا من الأمم، لأن هؤلاء الذين كانوا "صهيون المدينة الأمينة" صاروا زناة، بينما أولئك صاروا مثل راحاب الزانية التي قبلت جاسوسي يشوع وخلُصَت هي وكل بيتها (يش 6: 5). العلامة أوريجانوس ج. تسرب الزيف إليها فصارت فضتها زغلًا يحمل لمعان الفضة ومنظرها لكنه لا يحمل مادة الفضة ولا قيمتها. صار خمرها مغشوشًا بالماء [22] يحمل لون الخمر لكنه مغشوش ماءً... هذه صورة عن الاهتمام بشكليات العبادة وحرفية تنفيذ الوصايا بالمظاهر الخارجية دون الاهتمام بالأعماق. مسيحنا يحول الماء خمرًا، أما الشرير فيحول الخمر ماءً. الفضة تُشير إلى كلمة الله (مز 12: 6)، والخمر يُشير إلى فرح الروح. الإنسان الشكلي يتمسك بكلمة الله، وربما يحفظها عن ظهر قلب لكنه لا يحمل المسيح "كلمة الله" في قلبه ولا في سلوكه. له منظر الفرح الروحي وهو بعيد كل البعد عن الحياة السماوية المفرحة وشركة الملائكة والقديسين في الرب. تشير الفضة إلى كنوز الغني، ويشير الخمر إلى الحب والعاطفة؛ فالشكلي في إيمانه يلجأ إلى حكمة العالم ككنز غاش له مظهر الفضة الثمينة وهو زغل؛ ويبدو مملوء حبًا وعاطفة بينما يحمل قلبه ماء (بلا حرارة). يرى القديس إيريناؤس أن الشيوخ اعتادوا على خلط خمر وصايا الله البسيطة بماء التقليد البشري المضاد لكلمة الحق. ويقول القديس غريغوريوس النزينزى: [لسنا مثل الكثيرين القادرين على على إفساد كلمة الحق ومزج الخمر الذي يفرح قلب الإنسان (مز 104: 15) بالماء، أي خلط تعليمنا بما هو مبتذل ورخيص ودنيَّ وبال وبلا طعم]. د. "رؤساؤك متمردون ولغفاء اللصوص" [23]، أي يؤاكِلون اللصوص ويحفظون ثيابهم أثناء السرقة. كان يليق بالرؤساء أن يدبروا أمور الشعب ويرعونهم، فإذا بهم يحولون الرعاية إلى سلطة وعناء، قد لا يسرقون لكنهم يتركون عدو الخير بجنوده يسرقون الشعب ويغتصبون قلوبهم وهم غير مبالين بسبب حبهم للسلطة. يحبون الرشوة والعطايا المادية أو الأدبية، ولا يبالون بالأيتام والأرامل، لأن المجد الزمني شغلهم عن التفكير فيهم. حوّلوا أورشليم "كنيسة المسيح" إلى بيت للظلم والقسوة والعنف. عوض أن تكون القيادات مثالًا حيًا للشعب في الخضوع لكلمة الله وممارسة الحياة التقوية صاروا عثرة لهم. يقول القديس إيريناؤس: [بدأ الكتبة والفريسيون منذ عصور الناموس يحتقرون الله ولا يقبلوا كلمته، أي لم يؤمنوا بالمسيح]. |
|