"وأقام إسرائيل في شطيم، وابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب"
القديس إغريغوريوس أسقف نيصص
على هذه المشورة الشريرة، قائلًا: [إذ فشل مخترع الشرّ في ذلك (في إثارة بلعام ليلعن شعب الله) لم يتوقف قط عن مواجهة من يقاومهم، فإنه يلجأ إلى حيلة تناسب طبيعته مستخدمًا الملذات لاجتذاب الطبيعة للشرّ. حقًا إن الملذات تشبه طعمًا شريرًا، تُلقى بخفة ليسحب النفوس الشرهة نحو طعم السمكة المهلك؛ فإنه بواسطة الشهوة الخليعة تنسحب الطبيعة التي بلا أساس نحو الشرّ. هذا بحق هو ما حدث في هذه المناسبة. فإن الذين غلبوا أسلحة العدو، وبرهنوا أن كل هجوم يوجه ضدهم بأسلحة حديديّة هو ضعيف أمام قوتهم. استطاعوا بقدرة أن يتحملوا في المعركة التي أثارها أعداؤهم، لكنهم هم أنفسهم جُرحوا بسهام الملذات النسائيّة. هؤلاء الذين كانوا أقوى من الرجال هزمتهم النساء. فما أن ظهرت النساء أمامهم مبرزين جمالهن عِوَض الأسلحة حتى نسوا قوتهم الرجوليّة وتبدَّدت عزيمتهم أمام اللذة].