|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نشيد البئر: 16 وَمِنْ هُنَاكَ إِلَى بِئْرٍ. وَهِيَ الْبِئْرُ حَيْثُ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اجْمَعِ الشَّعْبَ فَأُعْطِيَهُمْ مَاءً». 17 حِينَئِذٍ تَرَنَّمَ إِسْرَائِيلُ بِهذَا النَّشِيدِ: «اِصْعَدِي أَيَّتُهَا الْبِئْرُ! أَجِيبُوا لَهَا. 18 بِئْرٌ حَفَرَهَا رُؤَسَاءُ، حَفَرَهَا شُرَفَاءُ الشَّعْبِ، بِصَوْلَجَانٍ، بِعِصِيِّهِمْ». وَمِنَ الْبَرِّيَّةِ إِلَى مَتَّانَةَ، 19 وَمِنْ مَتَّانَةَ إِلَى نَحْلِيئِيلَ، وَمِنْ نَحْلِيئِيلَ إِلَى بَامُوتَ، 20 وَمِنْ بَامُوتَ إِلَى الْجِوَاءِ الَّتِي فِي صَحْرَاءِ مُوآبَ عِنْدَ رَأْسِ الْفِسْجَةِ الَّتِي تُشْرِفُ عَلَى وَجْهِ الْبَرِّيَّةِ. إذ عبر الشعب حاملًا آثار اللدغات في جسده دون أن يحمل موتها، عبر وفي جسده علامة النصرة والغلبة على لدغات الحيات، فأمر الرب موسى أن يجمع الشعب ليقدم له ماءً من بئر ليشرب. هنا يندهش العلامة أوريجينوس: [ما الحاجة أن يُصرّ الله أن يجمع موسى بنفسه الشعب ليعطيه ماءً من بئر ليشرب؟ أليس الشعب يأتي من نفسه إذ يشعر بالعطش ويشرب من الماء؟ لهذا يُؤكِّد العلامة أوريجينوس أن القصة لو فُهِمَت بالمعنى الحرفي لبَدت ليست ذات قيمة كبيرة، لكنها تحوي أسرارًا عميقة. يقول روح الله على لسان سليمان في سفر الأمثال: [اشرب مياهًا من أوعيتك ومياهًا جارية من آبارك، لا تفض من ينبوعك إلى الخارج سواقي مياه في الشوارع] (أم 5: 15-16). هذا يعني أن مياهك هي لك وحدك، ليس لآخر نصيب فيها. لكل واحد منا رمزيًا بئر في داخله... ليس بئر واحدة بل هي أكثر من بئر، ليس له وعاء واحد بل أوعية كثيرة، إذ لم يقل الكتاب "اشرب مياهًا من وعائك" بل من "أوعيتك"، لم يقل الكتاب "مياهًا جارية من بئرك" بل من "آبارك"، وقد سبق فرأينا أن للآباء آبارًا، فكان لإبراهيم آبار وأيضًا لإسحق وأظن ليعقوب]. في اختصار لكل إنسان آبار داخليّة عميقة في النفس تشير إلى معرفة الله في القلب، في الإنسان الداخلي. لهذا عندما جلس السيد المسيح على البئر في وقت الساعة السادسة التي هي لحظات الصلب تحدَّث مع المرأة السامرية أي مع جماعة الأمم عن البئر الداخليّة، قائلًا لها: "لو كنتِ تعلمين عطيّة الله ومن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشرب لطلبتِ أنت منه فأعطاكِ ماءً حيًا" (يو4: 10). كانت المرأة بفكرها المادي لا تقدر أن تتعدى حدود البئر المنظورة معتزة بالبئر التي ورثوها عن أبيهم يعقوب. أما السيد المسيح فسحب قلبها إلى البئر الداخليّة حتى تركت المرأة جرتها عند البئر ومضت إلى المدينة تحمل بئرًا حيًا في أعماق نفسها في الداخل. هذا هو عمل السيد المسيح أن يهب في المؤمنين ينابيع مياه حيّة، إذ يقول: "من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حيّ" (يو 7: 38). وكما يقول العلامة أوريجينوس أن الله لم يهبنا بئرًا بل آبارًا وأنهار مياه حيّة في داخلنا، هذه تشير إلى معرفة الثالوث القدوس وعمله في داخلنا: "في رأيي يمكننا أن نفهم معرفة الآب غير المولود كبئر، وأيضًا معرفة الابن الوحيد كبئر آخر، إذ الآب مميز عن الابن، والابن ذاتيًا ليس الآب إذ يقول في الإنجيل:" (آخر) يشهد لي الآب" (يو 8: 18). يبدو لي أننا نستطيع أن نرى بئرًا ثالثًا في معرفة الروح القدس، إذ هو مميز عن الآب والابن كما يؤكد الإنجيل: [يعطيكم الآب مُعَزِّيًا آخَرَ... رُوحُ الْحَقِّ] (يو 14: 16-17). إذًا التمييز في الثلاثة أقانيم الآب والابن والروح القدس هو الذي يفسر الجمع في الآبار. لكن من هذه الآبار يوجد ينبوع واحد حيث الوحدانيّة في جوهر وطبيعة الثالوث. لقد صار لنا خلال الإيمان بالسيد المسيح المخلص معرفة داخليّة خلال خبرة عمليّة تعيشها النفس مع الثالوث القدوس، تتعرف على الآب بكونه أباها السماوي مدبر حياتها وعلى الابن الوحيد بكونه العريس الأبدي والمخلص الذي يحملها فيه ليدخل بها إلى حضن الآب، وعلى الروح القدس بكونه واهب البنوة والشركة يدخل بنا إلى الاتحاد مع السيد المسيح لننعم بما له ونتمتع بإمكانياته كأنها إمكانياتنا. . هذه هي الآبار التي يحفرها الروح القدس عميقة فينا فتتفجر فينا ينابيع مياه حيّة. يقول العلامة أوريجينوس: [أعتقد أن كلام المخلص لتلاميذه "من آمن بي" (يو 7: 38) عَنَى به أن من شرب من ماء تعاليمه، لا يكون له بئر ولا ينبوع بل أنهار ماء حيّة تتولد فيه. فمن كلام الله، أي البئر الوحيد، تتولد آبار ينابيع وأنهار لا تحصى. هكذا يمكن لنفس الإنسان التي خُلقت على صورة الله أن تحصل في داخلها على آبار وينابيع وأنهار]. هذه الأنهار المقدسة التي تنبع في قلب المؤمن، كما يقول المرتل "لتصفق بالأيادي" (مز 98: 8). إنها أنهار المعرفة الإلهيّة العمليّة التي تفيض بالروح القدس في القلب فتسبح الله وتشهد له مصفقة بالأيادي أي تُحوِّل المعرفة إلى "عمل". يقول القديس أغسطينوس: [لتصفق هذه الأنهار بالأيادي، لتفرح بالأعمال وتُطوِّب الله]. كما يُعلِّق القدِّيس ﭽيرومعلى هذه العبارة قائلًا: [لتصفق بالأيادي، فإن أعمال القدِّيسين هي التسبيح لله، إذ لا يُسبَّح السيد المسيح بالكلمات بل بالأعمال. إنه لا يهتم بالصوت بل بالعمل]. في داخلنا آبار معرفة الثالوث القدوس، لكنه للأسف كثيرًا ما يردمها عدو الخير باهتمامات الحياة الزمنيّة والشهوات الأرضيّة فتحتاج إلى الروح القدس نفسه لكي يحفرها من جديد ويزيل عنها التراب الدخيل إليها. يقول العلامة أوريجينوس: [في الحقيقة تحتاج آبار نفوسنا إلى من يحفرها وينظفها ويزيل عنها ما هو ترابي لكي تظهر الأفكار العقليّة التي خبأها الله، فتقدم شبكات مياه نقيّة وطاهرة ما دام التراب يغطي الماء ويختفي المجرى الداخلي ولا يمكن للماء الداخلي أن يجري. لهذا كُتب "جَمِيعُ الآبَارِ، الَّتِي حَفَرَهَا عَبِيدُ أَبِيهِ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ أَبِيهِ، طَمَّهَا الْفِلِسْطِينِيُّونَ وَمَلأُوهَا تُرَابًا" (تك 26: 15)، لكن إسحق الذي أخذ البركة من أبيه حفر الآبار مرة أخرى ونبش آبار الماء (تك 26: 18) هذه التي طمها الفلسطينيّون بسبب كراهيتهم وردموها بالتراب]. العجيب أنه قد تمت زيجات مقدسة ومباركة حول الآبار، وكأن آبار المعرفة الإلهيّة غايتها دخول النفس إلى الاتحاد مع العريس السماوي السيد المسيح والتمتع بسماته. يقول العلامة أوريجينوس: [حول البئر وليس في موضع آخر وجد عبد إبراهيم "رفقة" التي تعني "ترفق أو احتمال" فصارت لإسحق امرأة (تك 24: 67). وعندما جاء يعقوب إلى بلاد ما بين النهرين في طاعة لأبيه وجد راحيل (تك 29: 10)، كما وجد موسى صفورة حول البئر (خر 2: 15، 21). إذن حول الآبار فهمت الزيجات المقدسة. فإن أردت أن تتزوج الترفق والحكمة والفضائل الأخرى التي تتمثل في قول الحكمة: لقد بحثت عنه لكي أتزوجه، فتردد بمواظبة وحاصر هذه الآبار بغير انقطاع فستجد لك زوجة هناك بجانب المياه الحيّة، بمعنى أنه بجانب مجاري الكلام الحيّ تسكن كل الفضائل بكل تأكيد]. فإن الحكيم ينصحنا [اشرب مياهًا من أوعيتك ومياهًا جارية من آبارك، لا تفض ينبوعك إلى الخارج سواقي مياه في الشوارع] (أم 5: 15-16)، إنما يدعونا أن نتمتع بالزيجة الداخليّة حيث تلتقي النفس مع عريسها خلال معرفة الثالوث القدوس الداخليّة. هناك تتعرف على أعمال الله الخلاصيّة وتتقبل الشركة معه فتنعم بسمات السيد لا كفضائل خارجيّة إنما كثمر الروح القدس داخل النفس. لهذا يقول السيد المسيح "أما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك واغلق بابك وصلِ إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانية" (مت 6: 6). إنه ينصحنا أن نفتح قلبنا للعريس سريًا فلا تعرف شمالنا ما تفعله يميننا (مت 6: 3)، لكن العالم يكتشف آثار هذه الشركة في تصرفاتنا وملامحنا أما أعماقها فتبقى سرّ حب عميق تدركه النفس وحدها. إن عدنا إلى النص الذي بين أيدينا نجد الله يُصرّ أن يقوم موسى بدعوة الجماعة للشرب من البئر، وكأن هذا العمل يحمل بطريقة رمزيّة دعوة الناموس (موسى) لرجال العهد القديم أن تتعرف على شخص المخلص يقول العلامة أوريجينوس: [تدعوك شريعة الله أن تأتي إلى البئر... أي إلى الإيمان بالمسيح. لقد قال بنفسه "موسى كتب عني". بأي هدف يجمعنا؟ لكي نشرب من الماء وننشد له بتسبحة، بمعنى أن "القلب يؤمن به للبرّ وفمنا يعترف به للخلاص" (رو 10: 10)]. إذ شربت الجماعة من البئر، أي تعرفت على شخص السيد المسيح خلال موسى والأنبياء أنشدت "أنشودة البئر"، قائلة: "ابتدأوا أن تنشدوا للبئر، الرؤساء حفروها، ملوك الأمم في مملكتهم وفي رئاستهم نقروها في الصخرة". ويُعلِّق العلامة أوريجينوس على هذا النشيد قائلًا: [الرؤساء (الشرفاء) هم الأنبياء الذين خبأوا البئر وغطوها بنبواتهم عن المسيح في أعماق الحرف، لهذا يقول أحد الأنبياء "وإن لم تسمعوا ذلك فإن نفسي تبكي في أماكن مستترة" (إر 13: 17) ويقول نبي آخر للسيد الرب "تسترهم بستر وجهك من مكايد الناس، تخفيهم في مظلة من مخاصمة الألسن" (مز 31: 20). إذن الرؤساء هم الذين حفروا البئر، أما الملوك الذين نقبوها أي قطعوها في الحجر. إذن الشرفاء أقل من الملوك يحفرون الآبار أي يعمقون في الأرض لكن إلى حد معين أما الذين دُعوا ملوكًا فهم أكثر قوة وعلوًا، لم يحفروا فقط في الأرض بل نقبوا في صلابة الصخر ليصلوا إلى أعماق أكثر وفحص أدق... هؤلاء هم الرسل. يقول أحدهم "فأعلنه الله لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (1 كو 2: 10)، إنهم بفضل الروح القدس يفحصون أعماق الله ويخترقون أسرار البئر، بهذا يكونون قد نقبوا البئر في الصخر، واخترقوا أسرار المعرفة الصلبة والصعبة. أما دعوة الرسل ملوكًا فيمكن استنتاجه مما قيل عن المؤمنين "وأما أنتم فجنس مختار وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة" (1 بط 2: 9)... لهذا السبب دُعي السيد الرب "ملك الملوك" (رؤ 19: 16)]. إذن البئر الحقيقيّة التي هي السيد المسيح مخلص البشريّة، أعلنها الشرفاء خلال الناموس والنبوات، وفي أكثر وضوح تحدَّث عنها التلاميذ والرسل خلال الأناجيل والكتابات الرسوليّة. يقول العلامة أوريجينوس: [الكتاب المقدس كله: الشريعة والأنبياء والكتابات الإنجيليّة والرسوليّة تكون بئرًا واحدًا لا يمكن حفرها ولا فحصها إلاَّ إذا وُجد ملوك وشرفاء... كملوك حقيقيّين وشرفاء حقيقيين يمكنهم أن ينظفوا أرض البئر، يرفعوا سطح الحرف وينزعوا سطحيّة الصخرة الداخليّة حيث يوجد المسيح فيتدفق المعنى الروحي]. يُميِّز العلامة أوريجينوس بين البئر الحقيقيّة التي حفرها الشرفاء والملوك وتلك التي يحفرها الهراطقة التي تعطي ماءً ملحًا لا يصلح للشرب، إذ يقول: [أتريدون أن تروا من الكتاب المقدس إلى أي بئر يأتي (الهراطقة)؟ إنهم يأتون إلى وادي من الملح حيث توجد "آبار حُمَر كثيرة" (تك 14: 10)... إنها في وادي، ووادي من الملح. فحيث الخطيّة والإثم لا يرتفع إلى العلو بل يحدث نزول دائم إلى الأماكن الدنيئة السفليّة. كل فكر هرطوقي وكل خطيئة إنما يوجدان في وادي، وادي من الملح ومرّ. أيَّة عذوبة أو حلاوة يمكن أن تقدمها الخطيئة؟ لا يوجد أسوأ من أن يسقط الإنسان في أفكار الهراطقة، أو يسقط في مرارة الخطيئة، فإنه يسقط في آبار حُمَر كثيرة. الأحمرار هو طقام النار، فإن شربنا ماءً من هذه الآبار، وقبلنا آراء الهراطقة، إن قبلنا مرارة الخطيئة، إنما نهييء في أنفسنا مادة للنار وحطبًا لجهنم. الذين لا يريدون أن يشربوا من ماء البئر التي حفرها الشرفاء والملوك إنما يريدون أن يشربوا من البئر الذي في وادي الخطيئة، التي تغذي النار، يقال لهم "اسلكوا بنور ناركم والشرار الذي أوقدتموه" (إش 50: 11)]. أخيرًا إذ شربت الجماعة من البئر الحقيقيّة، التي حفرها الشرفاء والملوك، قيل أنهم رحلوا "من البريّة إلى متانة، ومن متانة إلى نحليئيل، ومن نحليئيل إلى باموت، ومن باموت إلى الجِواء التي في صحراء موآب عند رأس الفسجة التي تشرف على وجه البريّة" [18-20]. يُعلِّق العلامة أوريجينوس على ذلك بقوله: [تبدو هذه الأسماء أنها لمواضع معينة، لكننا إذا رجعنا إلى اللغة الأصليّة لمعانيها لقدمت لنا مجموعة من الحقائق السريّة أكثر منها أسماء أماكن]. أولًا:الانطلاق إلى متانة، إن كانت كلمة متانة كما يقول العلامة أوريجينوس تعني "عطاياهم"، فإن النفس التي ترتوي من البئر، أي تتعرف على شخص السيد المسيح الذي قادنا إليه موسى خلال الشريعة والنبوات وأعلنه لنا التلاميذ والرسل، يليق بنا أن نقدم عطايانا له وتقدماتنا التي هي في الحقيقة عطاياه هو وتقدماته، إذ يقول الرب "قرباني طعامي مع وقائدي رائحة سروري تحرصون أن تقدموه لي في وقته" (عد 28: 2). شربنا من البئر هو قبول عطيّة الله، إذ يعرفنا عن نفسه، ويقدم حياته لنا، فنقابل الحب بالحب لنقدم له حياتنا، وكما يقول الكتاب "ماذا يطلب منك الرب إلهك إلا أن تتقي الرب إلهك لتسلك في كل طرقه وتحبه وتعبد الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك" (تث 10: 12). إذ نقدم له هذه العطايا من قلبنا بعد أن نكون قد عرفناه، أي بعد أن نكون قد شربنا معرفة لطفه من أعماق بئره]. ثانيًا: من متانة إلى نحليئيل، فإن كلمة "نحليئيل" تعني "من الله". إذ يقدم الإنسان حبًا عمليًا لله وعطايا وتقدمات، يرد الله له عطايا إلهيّة. لقد قدَّم إبراهيم ابنه الوحيد، فرد إليه حيًا وقدم له الكبش الفدية! بقدر ما يتسع قلبنا بالحب العملي يملأ الله بروحه القدوس القلب من ثماره الخفيّة المشبعة للنفس. ثالثًا: من نحليئيل إلى باموت التي تعني مجيء الموت، حيث يشتهي الإنسان العبور بقوة منتصرًا على الموت، متطلعًا إليه كانطلاقة نحو السمويات. [يقول الله أنا أُميت وأُحيي (تث 32: 39). حقًا إنه يميت لكي نحيا مع المسيح، وهو يحيي لكي نحيا معه. إذًا يجب علينا أن نشتهي البلوغ إلى باموت ونترجى أن يحل هذا الموت الطوباوي بأقصى سرعة حتى نستحق أن نحيا مع المسيح]. رابعًا: من باموت إلى الجواء التي تعني "صعود أو قمة الجبل". هذه هي غاية رحلتنا أن نرتفع إلى الفردوس، لنتمتع بإقامة جميلة على قمة جبل الكمال ونتمتع بالبهجة الروحيّة، قائلين [أقامنا معه وأجلسنا معه في السمويات في المسيح يسوع] (أف 2: 6). هذه هي الرحلة: من بئر المعرفة الإلهيّة في المسيح يسوع المخلص، إلى تقديم عطيّة حبنا، وقبول عطاياه الإلهيّة، لنرتفع إلى جبال كماله. |
|