إن مَحَبَّة القريب تتّخذ طابعًا دينيًّا، وهي ليست مجرد مَحَبَّة طبيعيَّة للبشر، فهي دينيَّة بمثلها الأعلى ألا وهو مَحَبَّة الله نفسه "إِذا كانَ اللهُ قد أَحبَّنا هذا الحُبّ فعلَينا نَحنُ أَن يُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا" (1 يوحنا 4: 11-12).
ويعلق القدِّيس أوغسطينوس:
" أن غاية الذين يُحبُّون بعضهم بعضًا هي حُبّهم لله "ليكونَ اللّهُ كُلَّ شَيءٍ في كُلِّ شيَء (1 قورنتس 15: 28). وهي دينيَّة بالأخص من حيث مصدرها، إذ هي عمل الله فينا: لن يتّسنى لنا أن نكون رحماء مثل الآب السَّماوي "كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم" (لوقا 6: 36)، ما لم يعلّمنا الرَّبّ "لأَنَّكم تَعلَّمتُم مِنَ اللهِ أَن يُحِبَّ بَعضُكم بَعضًا" (1 تسالونيقي 4: 9)، وما لم يسكب الرُّوح في قلوبنا المَحَبَّة "لأَنَّ مَحَبَّة اللّه أُفيضَت في قُلوبِنا بِالرُّوحَ القُدُس الَّذي وُهِبَ لَنا" (رومة 5: 5).