يطلب يسوع من تلميذه مشاركته في المصير نفسه: عليه أن يحمل صليبه "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني" (مرقس 8: 34)، ويشرب كأسه كما جاء في طلب يسوع إلى ابني زبدى: "أَتَستَطيعانِ أَن تَشرَبا الكأسَ الَّتي سأَشرَبُها" (مرقس 10: 38)، وينال منه أخيرًا الملكوت كما وعد يسوع تلاميذه" إِنِّي ذاهِبٌ لأُعِدَّ لَكُم مُقامًا (يوحنا 14: 3).
ليس مصير التَّلاميذ مثل مصير يسوع فقط بل كرامتهم هي من كرامة يسوع أيضًا، وهذا ما نستدل عليه من قول يسوع: "ومَن سَقى أَحَدَ هَؤلاءِ الصِّغارِ، وَلَو كَأسَ ماءٍ باردٍ لأَنَّه تِلميذ، فالحَقَّ أَقولُ لَكم إِنَّ أَجرَه لن يَضيع"، وبالعكس، فما أعظم ذِنْب من يُعرّض للخطيئة أحد تلاميذه: "مَن كانَ حَجَرَ عَثرَةٍ لِهؤلاءِ الصِّغارِ المؤمِنين، فأَولى بِه أَن تُعَلَّقَ الرَّحَى في عُنُقِه ويُلقى في البَحْر" (مرقس 9: 42).