|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كُلُّ غُصنٍ فِيَّ لا يُثمِر يَفصِلُه. وكُلُّ غُصنٍ يثُمِر يُقَضِّبُه لِيَكثُرَ ثَمَرُه" " يُقَضِّبُه "باليونانيَّة καθαίρει (معناه ينقِّيه أو يُطهِّره) فتشير إلى شذب الكرَّام كرمه ليُكثر ثمارها. يذهب الكرّام إلى كرمه ليشذّب الأغْصَان التي لا تحمل ثمرًا. فإذا لم يفعل ذلك وترك تلك الأغْصَان تنمو مع الأغْصَان الجَيّدة، فلن تعطي كرمته سوى خمرة فاسدة وخلًا. ويرى القديس يوحنا الذَّهبي الفم "أنَّ التَّقليم هنا يشير إلى المِحن والاضطهادات التي تواجه المؤمنين، فهي لا تحطمهم، بل تزيدهم قوة وإثمارًا. حيث أنَّ المحن تُنقِّي أعمال المؤمن وتؤدي به إلى حمل الثَّمر". ومن هذه المِحن الآلام الجَسديَّة والرُّوحيَّة والأمراض والتَّجارب والشُّكوك وشعور المؤمن أنَّه متروك وأوضاعه الصَّعبة. فالمِحن ليس هدفًا في حدِّ ذاتها، وإنما يسمح الله بها لكي تمكّن الإنسان الحمل ثمرًا. فالتَّنقية تأديب. ومن هذا المنطلق، يُميّز يسوع بين نوعين من التَّقليم: قطع الغُصن ليفصله؛ وتقضيب الغُصن بهدف تطهيره وتنقيته وإكثار ثماره. صورة عن عمل الله في كنيسته، فهو يقضِّب باستمرار الأغْصَان الفاسدة والجَافة. تُسبب عمليَّة التَّقليم آلامًا وأتعابًا، غير أنها تضاعف الغلة والمحصول وتأتي الكَرْمَة بثمار يانعة. وبتعبير آخر، لا بُدَّ في بعض الأحيان من تأديب الله لنا لتقوية المؤمنين وزيادة إيمانهم وتقوية شخصيّتهم |
|