|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا أنت حزين؟ يكمن الحزن في التصاقك بالخطأ وليس لأن الكلمة مؤلمة، فالحزن الذي بحسب مشيئة الله هو الحزن الذي في داخل منوال الكلمة ولا يعني هذا أن الكلمة تعصرك، ولكن اعلم أنه إن كان الشخص الذي يرعاك روحيًا دائمًا ما يدينك، فهناك خطأ ما في رعايته الروحية لك. بينما تمر في التصحيح أحيانًا ترى أن الأمر مُحزِن ولكن المُحزِن حقًا هو تمسكك أنت بالخطأ وليس أن الكلمة مُحزِنة. يقول الكتاب إن “الْعَصَا لِظَهْرِ الْجُهَّالِ“. (أمثال ٣:٢٦)، مِن الممكن أن يكون هناك بعض التوبيخ في التعامل مع مَن يجهل السير في طرق الرب لكي يستفيق، هنا طبعًا لا يصل الأمر لمرحلة التعنيف أو الضرب ولكن توجد مرحلة يحتاج فيها الشخص أن يستفيق، وصل التلاميذ مرةً إلى مرحلة قال لهم فيها الرب نفسه: “إِلَى مَتَى أَحْتَمِلُكُمْ؟” (متى ١٧:١٧)، وهنا نجد الرب لم يلقى بالًا بالمشاعر إذ كانوا خائفين من الغرق ومُرتعِبين ولكنه لم يربت على أكتافهم ولم يدللهم بل قال لهم بصرامة: “أين إيمانكم؟” مَن يسِر مع الرب يعرف تمام المعرفة أن الرب ليس بشخص جاف المشاعر، لكن حين تصير المشاعر بالنسبة لك هي الإله أو محور حياتك فهنا يكمن الخطر، فلم تخلق المشاعر لكي تكون هي إلهك بل الرب. إن كنت لا تسيطر على جسدك سيكون هو إلهك المُسيّطِر عليك وهذه مشكلة خطيرة لأنك وقتها إن أردت أن تقاوم مرضًا ما قام بمهاجمتك، لن يذهب عنك. لن يخضع لك العيان ما لم تُخضِع أنت جسدك، أعطيت لنا المشاعر لكي نلهج بها في الكلمة فنشتعل بالرب لا لكي نشتعل بظروف الحياة. “فَتَضَايَقَ دَاوُدُ جِدًّا لأَنَّ الشَّعْبَ قَالُوا بِرَجْمِهِ، لأَنَّ أَنْفُسَ جَمِيعِ الشَّعْبِ كَانَتْ مُرَّةً كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى بَنِيهِ وَبَنَاتِهِ. وَأَمَّا دَاوُدُ فَتَشَدَّدَ بِالرَّبِّ إِلهِهِ”. (١ صموئيل ٣٠ : ٦). حين كان داود والشعب مُتضايقين وباكين كانت هذه مرحلة انكسار ولم يكونوا قادرين أن يحاربوا، ولكن حين شدّد داود نفسه بالرب إلهه صار يستطيع أن يحارب هو والشعب معه واستردوا كل ما سلبه الأعداء منهم. “وَبَيْنَمَا كَانَ يَتَكَلَّمُ عَنِ الْبِرِّ وَالتَّعَفُّفِ وَالدَّيْنُونَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَكُونَ، ارْتَعَبَ فِيلِكْسُ، وَأَجَابَ: «أَمَّا الآنَ فَاذْهَبْ، وَمَتَى حَصَلْتُ عَلَى وَقْتٍ أَسْتَدْعِيكَ”. (أعمال ٢٤ : ٢٥). ما شرحه بولس كان صادمًا ومُرعِبًا لفيلكس، إذ لأول مرة يُوضَع الحق وجهًا لوجه أمام حياته المُترَفّة التي ليست بها أي نوع من التعفف أو ضبط النفس. مهم أن تعرف أن الحزن ليس له أي تبرير أو حق كتابي يستند عليه. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا انت حزين يا طفلي |
لماذا تشردين والجمال حزين ! |
لماذا تشردين والجمال حزين ! |
لماذا أنت دائماً حزين |
طه حسين عميد الادب العربي , قصة حياة طه حسين , معلومات عن طه حسين, نبذة عن طه حسين |