|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موسى يشفع فيهم: 13 فَقَالَ مُوسَى لِلرَّبِّ: «فَيَسْمَعُ الْمِصْرِيُّونَ الَّذِينَ أَصْعَدْتَ بِقُوَّتِكَ هذَا الشَّعْبَ مِنْ وَسَطِهِمْ، 14 وَيَقُولُونَ لِسُكَّانِ هذِهِ الأَرْضِ الَّذِينَ قَدْ سَمِعُوا أَنَّكَ يَا رَبُّ فِي وَسَطِ هذَا الشَّعْبِ، الَّذِينَ أَنْتَ يَا رَبُّ قَدْ ظَهَرْتَ لَهُمْ عَيْنًا لِعَيْنٍ، وَسَحَابَتُكَ وَاقِفَةٌ عَلَيْهِمْ، وَأَنْتَ سَائِرٌ أَمَامَهُمْ بِعَمُودِ سَحَابٍ نَهَارًا وَبِعَمُودِ نَارٍ لَيْلًا. 15 فَإِنْ قَتَلْتَ هذَا الشَّعْبَ كَرَجُل وَاحِدٍ، يَتَكَلَّمُ الشُّعُوبُ الَّذِينَ سَمِعُوا بِخَبَرِكَ قَائِلِينَ: 16 لأَنَّ الرَّبَّ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُدْخِلَ هذَا الشَّعْبَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي حَلَفَ لَهُمْ، قَتَلَهُمْ فِي الْقَفْرِ. 17 فَالآنَ لِتَعْظُمْ قُدْرَةُ سَيِّدِي كَمَا تَكَلَّمْتَ قَائِلًا: 18 الرَّبُّ طَوِيلُ الرُّوحِ كَثِيرُ الإِحْسَانِ، يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالسَّيِّئَةَ، لكِنَّهُ لاَ يُبْرِئُ. بَلْ يَجْعَلُ ذَنْبَ الآبَاءِ عَلَى الأَبْنَاءِ إِلَى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ. 19 اِصْفَحْ عَنْ ذَنْبِ هذَا الشَّعْبِ كَعَظَمَةِ نِعْمَتِكَ، وَكَمَا غَفَرْتَ لِهذَا الشَّعْبِ مِنْ مِصْرَ إِلَى ههُنَا». برز في هذا السفر كما في سفر الخروج شخصيّة موسى كشفيع عن شعبه لدى الله إذ يقول "اصفح عن ذنب هذا الشعب كعظمة نعمتك" [19]. إنها صورة رمزيّة لشفاعة السيد المسيح الكفاريّة عن خطايا البشريّة لدى الآب خلال دمه الكريم، إذ يصرخ على الصليب: "يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون". في شفاعة موسى يُذَكِّر الرب أولًا بالشعوب الشامتة التي تتعثر قائلة: "لأن الرب لم يقدر أن يُدخل هذا الشعب إلى الأرض التي حلف لهم قتلهم في القفر" [16]. كما يُذَكِّره برحمته وطول أناته: "فالآن لتعظم قدرة سيدي كما تكلمت قائلًا: الرب طويل الروح كثير الإحسان يغفر الذنب والسيئة لكنه لا يبريء بل يجعل ذنب الآباء على الأبناء إلى الجيل الثالث والرابع. اصفح عن ذنب هذا الشعب كعظمة نعمتك" [17-19]. يُذَكِّره بكلماته فإن الله يصفح عن الآباء منتظرًا توبتهم فإن لم يتوبوا يصفح عن أبنائهم أيضًا من أجل طول أناته لكن إن صممت الأجيال التالية على عدم التوبة بل سلكوا طريق آبائهم الشرير عندئذٍ يؤدب. هكذا تظهر طول أناة الله على البشريّة. وللقدِّيس ﭽيروم تعليق جميل على ذلك بالنسبة لطول أناة الله على الإنسان إذ يرى الله لا يعاقب الإنسان في الحال على فكره الطاريء ولا على الجيل الأول حينما يتقبل الفكر إلى حين لكنه يؤدب على الجيل الثالث والرابع حينما تتحول الأفكار إلى أعمال وإلى عادات، إذ يقول: [هذا يعني أن الله لا يعاقبنا في الحال على أفكارنا ونياتنا بل يرسل التأديب على أولادهم أي على الأفعال الشريرة وعادات الخطيئة النابعة عنهم]. |
|