|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ماضيها الأليم: غلبت عليهم طبيعتهم الحيوانية، فأفسدوا ما قدسه الله وكرمه في البداية، وانطبق عليهم القول: «إنسان في كرامة ولا يفهم، يشبه البهائم التي تباد» (مز49: 20). وللأسف فهذه المهنة الرديئة والفاسدة هي مهنة قديمة جداً، إذ نقرأ عنها في أول أسفار الكتاب المقدس (تك38: 15و21و22). بالإضافة إلى هذا فإن اسم "راحاب" يعني سليطة وقاسية وفظة، أو قد يعني الاسم: رحب وعريض. وهي كلها معاني تلقي بإيحاءات غير طيبة لقصة حياتها. وعندما أرسل يشوع جاسوسين إلى أريحا ليتجسسا المدينة، يخبرنا الوحي بأنهما ذهبا إلى بيت راحاب، وربما ذهبا إليها، لأنه لم يكن من الممكن أن يذهبا إلى مكان آخر في المدينة دون لفت الانتباه إليهما. لم يكن هذا فقط كل مأساة تلك الشابة، بل إذ كانت حياتها مظلمة، فقد كان مستقبلها أكثر ظلاماً، لا سيما بعد وصول يشوع والشعب إلى شاطئ نهر الأردن مقابل مدينة أريحا. وكان في ذلك الوقت قد كمل ذنب الأموريين، الذي لم يكن قد كمل بعد أيام إبراهيم (تك15: 16)، فكان الله على وشك أن يوقع الدينونة عليهم. وكانت أريحا شريرة كمعظم المدن الوثنية، بل ربما كانت أشر مدن الأموريين، لذلك طلب الله من يشوع أن يبدأ بها، وأن يبيد المدينة عن بكرة أبيها. والعجيب أن أريحا تعني رائحة، أو رائحة عطرية، وهي في هذا تمثل هذا العالم: يجذب من الخارج، ولكنه محكوم عليه بالحريق. وأريحا – كما نعلم - تقع قريبة من نهر الأردن، نهر الموت. وملك أريحا هو صورة للشيطان. خلاصة القول إن راحاب كانت من جنس ملعون (كنعان) حلت عليه اللعنة من قديم الزمان (تك9: 25)، وكانت تسكن مدينة واقعة تحت غضب الله، وعلى وشك الحريق، بالإضافة إلى ذلك فربما كانت تلك البغية السليطة أشر امرأة في مدينة أريحا، ليس فيها من هو أشر أو أكثر فساداً منها. وإن كان البر قد قضى بإبادة شعوب تلك المدن التي كمل مكيال إثمهم، فيا للعجب أن النعمة خلصت أشر شخصة في أشر مدينة من هذه المدن! |
|