|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَخَذَها وأَكَلَها بمرأى مِنهُم تشير عبارة "فأَخَذَها" إلى ما ورد سابقًا في إنجيل يوحنا عندما تراءى يسوع لتلاميذه على شاطئ بحيرة طبريَّة "دَنا يسوع فأَخَذَ الخُبزَ وناوَلَهم، وفعَلَ مِثلَ ذلك في السَّمَك" (يوحنا 21: 13). أمَّا عبارة "أَكَلَها" فنشير إلى تناول الرَّبّ القائم من بين الأموات طعام السّمك هنا (رسل 10: 41) بمرأى مِنهُم، لإقناعهم أنَّه حَي، وينزع كل شكٍّ من قلوبهم ويُبرهن لهم أنَّه قام وأنَّ جَسَده جَسَدٌ حقيقي. وقد صرًّح بطرس بهذه الحقيقة في وعظته في بيت قرنيليوس قائدُ مِائةٍ في قَيصَرِيَّة على قيامة المسيح: "هو الَّذي أَقامَه اللهُ في اليومِ الثَّالِث، وخَوَّلَه أَن يَظهَر لا لِلشَّعْبِ كُلِّه، بل لِلشُّهودِ الَّذينَ اختارَهُمُ اللهُ مِن قَبلُ، أَي لَنا نَحنُ الَّذينَ أَكَلوا وشَرِبوا معه بَعدَ قِيامتِه من بَينِ الأَموات" (أعمال الرُّسل 10: 40 -41). وليس هناك أمر أكثر طبيعي وإنساني من الأكل كدليل على أنّ يسوع ليس روحًا فقط، فقد ظل إنسانًا حقيقيًا مثلنا. أراد لوقا الإنجيلي أن يتجاوز ما في القيامة من حقيقة جَسَديَّة تشكّل صعوبة في نظر قرائه اليونانيين وهذا ما نستشفه في خطبة بولس الرَّسول في آتينا: " فَما إِن سَمِعوا كَلِمةَ قِيامةِ الأَموات حتَّى هَزِئَ بَعضُهم (أعمال الرُّسل 17: 32). أمَّا عبارة " بمرأى مِنهُم " في الأصل اليوناني ἐνώπιον (معناها أمام) فتشير إلى طريقة لوقا في الحديث عن القيامة أمام أناس يعتقدون بالأرواح (الأشباح)، لذا يروي لوقا أنَّ يسوع انه أَكَلَ قِطعَةَ سَمَكٍ مَشوِيّا بمرأى مِنهُم وذلك لإقناع تلاميذه بأنه ليس روحًا. إنه موجود، وهو من يشاركنا الحياة دائمًا. ويُعلق القديس أوغسطينوس: "لماذا أراد يسوع أن يقنعني بهذه الحقيقة؟ لأنّه كان يَعلَم لأيّ درجة خَيْرٌ لي أن أصدّقها وكم كنتُ قد خَسِرتُ لو لم أؤمن بها. فآمنوا إذًا، أنتم أيضًا. قد رأى الرُّسل الرَّبّ يسوع المسيح وآمنوا بالكنيسة، الّتي لم يروها. أمّا نحن، فإنّنا نرى الكنيسة؛ فلنؤمن إذًا بالرَّبّ يسوع المسيح، الّذي لا نراه، وإذ نتعلّق هكذا بما نراه، نصل إلى ذاك الّذي لا نراه بعد. |
|