|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإستناد الكتابيّ لإنتقال مريم (لو 1: 46- 45) نشّدد من الناحيّة الكتابيّة، على أنّ سمات هذا التعظيم المريمي للرّب هو إعتراف مُسبق بما تحياه الكنيسة بسرّ ماضيها وحاضرها ومستقبلها الّذي يتجدد في الرّبّ. إنّ نشيد التعظيم، هو قبل كل شيء نشيد الفقراء. مريم، الّتي نتضرع إلهيا وتصير نموذج الحياة المستقبليّة لنا، هي إمرأة فقيرة. هذا الفقر الخارجي والباطني أهلها للإنتقال من حياة بشريّة بحتة إلى حياة إلهيّة مع يسوع إبنها. المجتمع الّذي وُلِدَ فيه نشيد التعظيم هذا هو مجتمع من أُناس فقراء. بل هو أوّل مجتمع مسيحي بأورشليم يعيش في فقر واضطهاد. إنها ليست مجرد مسألة فقر كشرط اجتماعي أو خارجي، لكنه فقر يأخذ أيضًا معنى لاهوتيًا. الفقير هو الشخص الّذي يعرف كيف يقف أمام الله وهو يعلم أنه ليس لديه ما يطالب به بل كلّ شيء لديّه قد حصّل عليه بمجانيّة وسخاء إلهي. الرجل الفقير هو الوحيد القادر على تقديم الشكر، وبالتالي فهو الوحيد القادر على غناء نشيد التعظيم. إن نشيد التعظيم إذن هو تسبيح لّاهوتيّ، نبع من قلب شابة فقيرة وجدت أن غناها في علاقتها بالرّبّ. مريم ونحن ككنيسة في هذه النشيد، لا نسبح أنفسنا، بل نسبح الله القدوس الّذي نظر إلى فقرنا الباطني وجاء لفيض نعمته. في نشيدنا التعظيمي للرّبّ مريم ونحن ككنيسة نعترف بأننا موضع رحمة الله. أدعوكم لقراءة نشيد التعظيم متوقفين على بعض الأفعال فهناك فعلين فقط يشيران إلى مريم «تعظم نفسي الرّب، وتبتهج رّوحي بالله مخلصي» (لو 1: 46). بكلمات بسيطة تعبر مريم عن فرحها الباطني، فالفقراء لديهم الله كموضوع تعظيمهم. لم تكن تعلّم مريم من خلال نشيد التعظيم بحسب إنجيل لوقا بحياتها الـمُستقبليّة وبسرّ إنتقالها إلى السماء بالنفس والجسد. إلّا إننا ككنيسة تعلّم ومدعويين مثل مريم أن نُجدد وعينا بأننا أداة في يد الله العظيم والقدوس. الإنتباه بعدم تقديم التسبيح والتعظيم لذاواتنا ولفضائلها كمريم هو العامل الجوهري الّذي يجعل الله يفيض بنعمته، بل الله وحده الإله الحق هو الوحيد القادر على تحررنا وخلاصنا بجلوسنا على مأدبته الإلهيّة. هذا النشيد هو نشيد تسبيحنا لله! |
|