بالعبور من قول يسوع لذويّه من اليهود الرجال: «يا قليلي الإيمان» نفاجأ كمؤمنين، بقوله الختامي بنهاية النص الإنجيلي بحسب متّى «ما أَعظمَ إِيمانَكِ أَيَّتُها المَرأَة، فَلْيَكُنْ لَكِ ما تُريدين» (مت 15: 28). إمرأة ووثنيّة تتقدم بطلب ليسوع، ليُحرر إبنتها من الرّوح النجس. تخرج هذه المرأة، الّتي بدون إسم، فقط يُعلمنا متّى أصلها الكنعاني أيّ تنتمي للوثنيّن، من الإطار الـمحدود لشعبها. هدفها من لقاء يسوع الطاهر، هو شفاء إبنتها النجسة، والوثنيّة الأصل مثلها، والّذي كان يُنظر لهم بنجاسة من قبل اليهود. أصل هذه المرأة هو وثنيّ، وهنا نستعيد الرسالة النبوية الّتي قرأناها بحسب اشعيا سابقًا، مما تشير هذه المرأة لأولئك الشعوب الّذين سيأتون في نهاية الأيام من أقاصي العالم ليعلنوا مجد الرّبّ باحثين عنه. هذه المرأة الصارخة بأعلى صوتها، تقوم بمسيرة تحرر من الرّوح الوثنية، الّـتي قد تسود على اليهود الّذين رفضوا يسوع، وقد تسود علينا اليّوم كمسيحيين بسبب قلة إيماننا بالرّبّ!