|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بارك أعدائي يارب، فأنا أباركهم ولا ألعنهم. باركهم وأكثرهم، أكثرهم وأجعلهم حتى أكثر مرارة ضدّي. حتى ما يكون هروبي إليك هروباً نهائياً بلا عودة. حتى ما يتبعثر كل رجاء في البشر مثل أنسجة العنكبوت، حتى ما يبدأ هذا الصفاء المطلق بإمتلاك روحي، حتى ما يصير قلبي قبراً لتوائمي الشريرين: التكبر والغضب. حتى ما أجمع وأكدس كل كنوزي في السماء. آه، حتى ما أتحرر أخيراً من خداع الذات، الذي يورطني في الشبكة المُخيفة التي للحياة الخادعة. الأعداء علموني الشيء الذي لا يتعلمه أي أحد بسهولة، وهو أن الشخص في العالم ليس له أعداء سوى نفسه. الشخص يكره أعداءه فقط عندما يُخفق في إدراك أنهم ليسوا أعداء بل أصدقاء قساة. أنه حقاً صعب بالنسبة لي أن أقول من أحسن إليَّ أكثر ومن أضرّني أكثر في هذا العالم: الأصدقاء أم الأعداء. لذلك بارك يارب كلاهما: أصدقائي وأعدائي. العبد يلعن الأعداء لأنه لا يفهم، أما الابن فيباركهم لأنه يفهم. لأن الابن يعلم يقيناً أن أعداءه لا يستطيعون أن يمسوا حياته. لذلك فهو يخطو بحرية في وسطهم، ويصلي لله من اجلهم. |
|