|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان مار بُولُسَ عظيمًا ورائعًا كان مار بُولُسَ عظيمًا ورائعًا، ولم تكن عظمته في كونه شاول اليهودي الممتلئ غَيرة، الفريسي بن الفريسي الذي تتلمذ على يد غمالائيل أعظم معلمي اليهود، ولا كونه بُولُس الفيلسوف الهيليني الذي بهر عصره بفلسفته العالية، ولا تزال تُدَرس رسائله اليونانية كواحدة من أعظم الفلسفات التي تدرسها جامعات أوروبا المتحضرة، كما تُدرس أيضًا كأدبٍ يونانيٍ راقٍ، ولم تكن عظمتُه في إجادته اليونانية والعبرية الفصحى والآرامية، وأنه يجمع بين الثقافات اليهودية واليونانية والرومانية ويتمتع بالجنسية الرومانية بجانب جنسيته اليهودية. إنما عظمتُه الحقيقية أنه ذهب إلى الصحراء العربية شرق دمشق في خلوة ثلاث سنوات[2] قضاها مار بولس في هدوء يعيد دراساته للعهد القديم في ضوء إيمانه بالمسيح له المجد يتعلم من الرب نفسه حَتَّى قال "وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِه أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." (غلا1 :17-18). · ثم قام بثلاث رحلات تبشيرية في فلسطين وآسيا الصغرى واليونان وروما وأثمرت خدمته بطريقة فوق الخيال وكرز في ثلثي العالم المعروف في ذلك الوقت. · عظمتُه أنه استطاع أن يكون كل شيء لكل أحد لِيخلص على كل حال قومًا. وعظمته أنه تشبه بسيده في تقدير قيمة النفس الواحدة حتى قال القديس يوحنا ذهبي الفم: "إن قلب بولس هو قلب المسيح". · كان تأثير صورة الشهيد الأول الذي أحاطت رأسه المقدسة هالة من الإشعاعات النورانية عميقة في مُخيلة شاول الطرسوسي فاخترقت قلب ذلك الشاب الذي كان يجلس حارسًا لثياب القَتّلة. وكأن روح الله أراد أن يجعله حارسًا للنعمة التي تدفقت خلال استشهاد الدياكون الأول القديس إسطفانوس أول الشهداء، وعن ذلك الشاب قال القديس أوغسطينوس: إن شاول كان حافظًا لثياب راجميه ليكون هو الراجم بيد الجميع لذلك كانت صلاة القديس إسطفانوس عن راجميه سببًا في عودته. |
|