|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان لمريم الكثير الذي تفكر فيه ما بين السفر الي بيت لحم حيث كانت حبلى وان تضع مولودها وسط الحيوانات وتضعه في مزود، وفوق كل هذا ان يهرب ميلاد مسيّا إسرائيل من ملاحظة كل قادة إسرائيل، بالتأكيد ان تلك الطريقة لا يجب ان يعامل بها الملك!. ان الأنجيل لم يعطينا الكثير عما يمكن ان يكون قد دار في داخل مريم اثناء تلك الأحداث المتواضعة، ولكنه كشف تفصيل واحد ان مريم في وجه الفقر والمهانة والرفض لإبنها لم تظهر أي شكوى او تذمرولم تقل بتاتا :” انتبهوا انا أم المسيّا فيا كل بيت لحم يجب ان تعاملوا عائلتي بأحسن من هذا”. ولكن بدلا من ذلك احتفظت مريم بكل تلك الضيقات الي داخل نفسها وبصلوات دائمة احتفظت بكل تلك الأشياء متأملة فيهم في قلبها”وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا”(لوقا19:2). ترى ما الذي يعنيه ذلك التعبير؟ فلقد تم وصف مريم انها تحفظ وتفكر “وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا” – في تلك الأحداث الغريبة المحيطة بميلاد ابنها- في قلبها. هذا التعبير تحفظ كل تلك الأشياء متأملة فيهم في قلبها يشير الى اكثر من تذكر شيئ او إعادة تذكره. “تتأمل symballein يمكن ان ترجمتها حرفيا “يلقي جنبا الى جنب”، وهي تشابه شخص يتأمل مقارنا أفكارا بأفكار ومن ثم يجمع أفكاره معا في صلب الموضوع ككل. في العهد القديم فعل الكلمة اليوناني تعني يحفظ synterein وتصف شخص يعكس تأمله في معنى الأحدات وخاصة في الرؤى السماوية. عندما قال يوسف لأبوه واخوته عن أحلامه الغريبة عن الشمس والقمر وال 11 نجم يسجدون امامه فذُكر ان اباه يعقوب “وَأَمَّا أَبُوهُ فَحَفِظَ الأَمْرَ” (تكوين9:37-11). وبنفس المعنى عندما فسّر دانيال النبي للملك نبوخذنصر حلمه “احتفظ” الملك تفسير داميال في قلبه، ودانيال نفسه حصل على رؤية في الليل و”احتفظ” بمعنى تلك الرؤية التي كشفت له في حلم ” وَحَفِظْتُ الأَمْرَ فِي قَلْبِي “(دانيال28:7)، وفي كل تلك الحالات فالتعبير الذي يصف شخص ما يريد ان يفسر المعنى للرؤية او الحِلم بطريقة صحيحة هو ان يحفظه متفكرا فيه. في حكمة التقليد للعهد القديم اخذ التعبير عمق اعمق بكثير فهو يصف شخص لا يبحث فقط عن تفسير للرسالة بطريقة صحيحة ولكن أيضا ان يلاحظها وان يحياها ونحن نرى ذلك مثلا في مزمور 11:119″خَبَأْتُ كَلاَمَكَ فِي قَلْبِي لِكَيْلاَ أُخْطِئَ إِلَيْكَ. لاحظ هنا كيف ان صاحب المزامير يبحث ليس فقط في تأمل فكري شامل لكلمة الله ولكن فهم في قلبه يجعله يحيا طبقا للشريعة، وكذلك مثل ما جاء في سفر الأمثال: 1:3 فالأب يقول لأبنه:” يَا ابْنِي، لاَ تَنْسَ شَرِيعَتِي، بَلْ لِيَحْفَظْ قَلْبُكَ وَصَايَايَ. مرة أخرى التشديد هنا على ان الإبن لا يشمل وصايا ابيه ولكن يفهمها حتى يمكنه ان يحيا حسب نصائح والده الحكيمة. في كتاب يشوع ابن سيراخ يعطى نفس النقطة مع الاهتمام بامثال ونبؤات الله التي أعطاها الله من فوق:” فَإِنَّهُ يَبْحَثُ عَنْ حِكْمَةِ جَمِيعِ الْمُتَقَدِّمِينَ، وَيَتَفَرَّغُ لِلنُّبُوءَاتِ. يَحْفَظُ أَحَادِيثَ الرِّجَالِ الْمَشْهُورِينَ، وَيَدْخُلُ فِي أَفَانِينَ الأَمْثَالِ. يَبْحَثُ عَنْ خَفَايَا الأَقْوَالِ السَّائِرَةِ، وَيَتَبَحَّرُ فِي أَلْغَازِ الأَحَاجِيِّ. (سيراخ 1:39-3). لهذا، فإن بيان لوقا في نهاية قصة الميلاد من ان مريم “”فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا” يصفها كإمرأة تبحث لأن تفهم المعنى العميق لكل الأحداث المحيطة بميلاد إبنها. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
حاول ان تفكر ما هي تلك اللحظة الأعلى في الإيمان بالنسبة لمريم |
أسرة طالبة الصفر هذه حقيقة المرض النفسي لمريم |
ما الذي يجعلك تفكر في تجربة منتج ما ؟! |
لا تفكر في البحر الأحمر الذي أمامك |
ما الذي تفكر فيه ؟ |