|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كنيسة بيت الكلمة وهي بيت الكلمة خاصّة في الاحتفالات الليتورجية (راجع كلمة الرب ٥٢). عن هذه الحقيقة نقرأ في دستور الليتورجية المقدّسة ٢٤ ما يلي: «للكتاب المقدّس في احتفالات الليتورجية أهميّةٌ كبيرةٌ جدّاً. فمنه النصوص التي تُقرأُ وتفسّرُ في الموعظة، ومنه المزامير التي تُرتّلُ، ومن وحيه ودفقه تنهلُ الصلوات والأدعية والأناشيد الطفسيّة، ومنه تستقي الأعمال والرّموز معانيها. ولهذا يجب، في العمل على إحياء الليتورجية المقدّسة وتطويرها وجعلها ملائمةً، أن يُتسحثَّ الوَلعُ العذبُ والحيُّ بالكتاب المقدّس كما تشهد بذلك التقاليدُ الجليلة في الطقوس الشرقيّة والغربيّة». باستطاعتنا أن نستحثّ المؤمنين على حبّ الكتاب المقدّس إذا عرفنا كيف نجعلهم يشعرون بحضور الرّبّ من خلال الإصغاء لكلمة الله. فالمسيح حاضرٌ في كلمته إذ هو الّذي يتكلّم في الكنيسة عندما يُقرأ الكتاب المقدّس. والكلمة المعلنة في الكنيسة تصبح فعّالة بقوة الروح القدس كاشفةً عن حبّ الآب لجميع البشر. لذلك، يقول قداسة البابا، علينا أن نفهم ونحيا القيمة الجوهريّة للعمل الليتورجيّ حتى نفهم كلمة الله. هذا ما ندعوه “تفسّير الإيمان” الّذي يعطي للكتاب المقدّس بعده الآنيّ والحيّ. وبهذا تتبع الكنيسة اسلوب المسيح نفسه في تفسير الكتاب المقدّس، هو الّذي قال في مجمع النّاصرة: «اليوم تمّت هذه الآية بمسمعٍ منكم» (لوقا ٤ : ٢٠). كما المسيح هكذا الكنيسة التي تعلن وتصغي إلى كلمة الله على إيقاع السنة الليتورجية، خاصّة في القداس وصلاة الساعات. وفي مركز السنة الطقسيّة السّر الفصحيّ وما يتصّل به من أسرار المسيح وتاريخ الخلاص. لذلك يقول يقول قداسة البابا: «أدعو كلّ رعاة الكنيسة والعاملين في الحقل الراعوي إلى تربية المؤمنين بحيث يكون باستطاعتهم أن يتذوقوا المعنى العميق لكلمة الله خلال السنة الطقسيّة، وذلك من خلال إظهار أسرار إيماننا الأساسيّة. بهذا الأمر يتعلّق الفهم الصحيح للكتاب المقدّس». ومن هذا المنطلق يجب التعمّق بالعلاقة بين الكتاب المقدّس والاسرار (٥٣)، كان ذلك على صعيد الدراسات اللاهوتيّة أو العمل الراعويّ. لذلك يجب أن يهتمّ الرعاة، كهنة وشمامسة، بإلقاء الضوء على الوحدة بين الكلمة والسرّ. ففي تاريخ الخلاص ما كان هناك فصلٌ بين ما يقول الرّبّ وما يعمله. كلمة الله فاعلة وحيّة. وهذا ما تعبّر عنه الكلمة العبريّة “دبار”. في الليتورجيّة تحقّق كلمة الله ما تعنيه. عندما نربّي شعب الله على فهم دور كلمة الله في الاسرار وفي تاريخ الخلاص، يكون باستطاعة المؤمن أن يقبل في حياته عمل الله. |
|