|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حوار الحبّ والحياة مع الله «أمّا الّذين قبلوه وهم الّذين يؤمنون باسمه، فقد مكّنهم أن يصيروا أبناء الله» (يوحنا ١ : ١٢) يقول الرّبّ كلمته ليدخل في حوار مع الانسان. ولكن باستطاعة الإنسان أن يرفض هذه الكلمة: «جاء إلى أهل بيته فما قبله أهل بيته» (يوحنا ١ : ١١). عندما يرفض الإنسان كلمة الله، يرفض في الواقع تحقيق ذاته، ذلك أنّ الإنسان خُلق بكلمة الله ليدخل في علاقة حوار مع الله، حوار الحياة وحوار الحبّ. بدون هذا الحوار يختار الإنسان طريق الموت الّذي ينزع عنه مجد دعوته كإنسان والإنسان لا يحقّق ذاته إلاً ابناً لله. لذلك يكون المسيح دعوة وملء قامة كلّ كائن بشريّ. خلقنا الله بالكلمة ولكن من الضروريّ أن يعيد خلقنا بالكلمة، على ما يقول القدّيس أغسطينوس. حياة الإنسان أن يصبح ابناً في الابن (راجع غلاطية ٤ : ٥ – ٦؛ ٨ : ١٤ – ١٧). نرى هنا، يقول قداسة البابا (كلمة الرب ٥٠)، وجه الكنيسة يُرسم أمامنا كجماعة مؤسّسة على قبول كلمة الرّبّ الّذي جاء يسكن بيننا (يوحنا ١ : ١٤). لم يتركنا يسوع عندما صعد إلى السّماء. إنّه بيننا وبحضوره يدعو كلّ إنسان للدخول بعلاقة شخصيّة معه. «وهاءنذا معكم طوال الأيّام إلى نهاية العالم» (متى ٢٨ : ٢٠). كلمة الله بيننا لذلك يتكلّم الإرشاد على معاصرة أو آنيّة المسيح في حياة الكنيسة (٥١). إنّه بيننا ويدعونا لحوار الحبّ معه. هكذا يعبّر المجمع الڤاتيكاني الثاني عن هذا الحوار: «فالآب الذي أسمع صوته قديماً ما زال يتجاذب الحديث مع “عروسة” ابنه الحبيب، والروحُ القدسُ الذي جعل صوت الإنجيل يدوّي في الكنيسة، ومنها، في العالم كلّه. ويُدخل المؤمنين صلبَ الحقيقة كلّها، ويُمكّن كلام المسيح من الاستقرار في قلوبهم بوفرة (قول ٣ : ١٦)». فعروسة المسيح، معلّمة الإصغاء، تردّد اليوم بإيمان: «تكلّم يا ربّ فإنّ كنيستك تصغي». ذلك أنّ الكنيسة هي قبل كلّ شيء جماعة تصغي إلى كلام الله وتبشّر به. وهذا ما نفهمه من العبارة نفسها، كنيسة، الصادرة كما نعلم عن فعل الدعوة (καλέω) (راجع تث ٤ : ١٠). الكنيسة هي في جوهرها جماعة مدعوة للاجتماع وللإصغاء لكلمة الله. عندما يعلن الكاهن قائلاً في بدء الاحتفال: «الرّبّ معكم». يأتي الرّبّ نفسه ليتكلّم إلى قلب المؤمنين ويخدمهم على مائدة الكلمة ومائدة الإفخارستيا. في كلمة الله المعلنة في الأسرار، يقول يسوع نفسه الآن وهنا إلى كلّ فرد في الجماعة: «أنا لك وأعطي ذاتي لك». هكذا يكون باستطاعة الإنسان أن يجيب بدوره: «أنا لك يا رب»، فتتحقّق كلمة الإنجيل: ««أمّا الّذين قبلوه وهم الّذين يؤمنون باسمه، فقد مكّنهم أن يصيروا أبناء الله» (يوحنا ١ : ١٢). |
|