|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الـمُبشر الإلهي (اش 57: 7- 10) يكشف النبي في رسالته النبويّة، من خلال آيات قليلة تنتمي إلى النشيد الثالث لأربعة أناشيد نطلق عليهم "أناشيد عيد أدوناي". وهي الّتي ترويّ آلام عبد الله. لكن في هذه الآيات هناك نظرة إستباقيّة يحملها النبي إلينا من خلال صورة هذا العبد الّذي هو لقب يُكرم به مَن ينتمي إلى الله، فليس العبد هو المستعبد بقدر إنه ينال من الشرف أن ينتمي للرّبّ ويصير على علاقة به ويتمني أنّ يصير ولو عبداً لهذا الإله الـمُمجد. لذا هذه الشخصيّة الكتابيّة الغامضة يصفها النبي بصورة الـمُبشر إذ يشير لجمال قدميّه: «ما أَجمَلَ على الجِبالِ قَدَمَيِ المُبَشِّر المُخبِرِ بِالسَّلامِ المُبَشِّرِ بِالخَير المُخبِرِ بِالخَلاص القائِلِ لِصِهْيون: "قد مَلَكَ إِلهُكِ"» (52: 7). في هذه الكلمات الإفتتاحيّة يشير إلى قلب رسالة المبشر الإلهي الـمُرسل من قبل الله. ويتصف بالسائر أيّ الفقير الّذي ينتقل من مكان لآخر سيراً على الأقدام. يحمل هذا الـمُبشر خبر سّار وهو: الخير؛ حينما يفتح فاه يتكلم ويخبر بالخلاص مُعلنًا بإعلان ملوكيّة إلهيّة قائلا: "قد ملك إلهك". هذا الملك ليس عادي فهو يأتي في زمن الحرب، والظلام وقد يشير لليأس والألم، كأيامنا هذه، إلّا أن رسالة هذا الـعبد الإلهي تُغير الوضع البشري وتقلب الموازيين إذ نسمعه يعلن جوهر اللّاهوت بنبؤة اشعيا قائلاً: «الرَّبَّ راجِعًا» (52: 8). مما يعني أن الرّبّ لم ولن يترك شعبه بل يعود إليه بعد معاناة بالفداء والتعزيّة، بالفرح والخلاص. يعلن صوت العبد، مُعلنًا أنّ زمن الألم قد إنتهى وسيخُبر الشعب بخبر إلهي جوهري داعيًا الجميع بالهتاف والتهليل: «إِندَفِعي بِالهُتافِ جَميعاً يا أَخرِبَةَ أُورَشَليم فإِنَّ الرَّبَّ قد عَزَّى شَعبَه واِفتَدى أُورَشَليمَ.كَشَفَ الرَّبُّ عن ذراعِ قُدسِه على عُيونِ جَميعِ اَلأُمَم فتَرى كُلُّ أَطْرافِ الأَرضِ خَلاصَ إِلهِنا» (52: 9- 10). تحوى كلمات النبؤة الختاميّة سبب أرسال العبد للشعوب المتألمة، وهنا يتفجر خبر الرجاء الجديد، أيّ الخلاص الّذي يتمّ في حياة البشر ويعزيهم ويكشف عن حقيقة الرّبّ وهي رغبته في تقديم الخلاص، ليس لشعب معين بل لشعوب الأرض بأجمعها. |
|