|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التنصّيب المسيّاني (مر 1: 7-8) كلمات يوحنّا المعمدان هذه: «يَأتي بَعدي مَن هو أَقوى مِنيِّ، مَن لَستُ أهلاً لِأَن أَنَحنِيَ فأَفُكَ رِباطَ حِذائِه. أَنا عَمَّدتُكم بِالماء، وأَمَّا هُوَ فيُعَمِّدُكم بِالرُّوحِ القُدُس» (مر 1: 7- 8). هذه الكلمات ليست مجرد مقدمة لسرد حدث معمودية يسوع، ولكنها أساسيّة بحسب اللّاهوت المرقسيّ. فهو لم يسرد في بشارته أناجيل طفولة يسوع مثل متّى ولوقا، لكنه لا يكفّ عن الحديث عن شيء من حياة يسوع الّتي سبقت رسالته في الحياة العلّانيّة. يكشف المعمدان بقوله: "يأتي بعدي". لقد وُلدّ يسوع "بعد" يوحنّا، وردأ رسالته بعده ويمكننا القول إنّ رسالة يسوع بدأت "بعد" رسالة يوحنّا. هذا هو معنى تواضع الإله الـمُتجسد. فقد كان يوحنّا معلمًا ليسوع، بطريقة ما، يُمثل المعمدان كلّ الكتب المقدسة.كان يسوع تلميذاً للكتب المقدسة العبريّة بإسرائيل. هذا التعليم المرقسي، هو أحد الطرق الحديثة الّتي يستخدمها مرقس ليكشف عن تجسد الله. يقدم لنا مرقس بهذه الكلمات التبشير في "ما قبل" أن تبدأ رسالة يسوع والّتي سيفتتحها مرقس بمعمودية يسوع، ابن الله. يروي الإنجيلي بالجزء الثاني (مر 1: 9-11) الحدث الفعليّ لمعموديّة يسوع. هذا هو الحدث الأساسيّ الّذي يرتكز ليس على المعمودية، بل على "الظهور الإلهي" الّذي يتبعه. حيث كانت معمودية يوحنّا للتوبة ولغفران الخطايا (راج مر1: 4)، بحسب اللّاهوتيين لهذا السبب وبنوع من "التواضع" يصف مرقس أيضًا معمودية يسوع بطريقة جوهريّة. ومع ذلك، فهي حقيقة ذات أهميّة خاصة حيث تشير للمعنى العميق للتجسد. في المعموديّة، يقف يسوع متضامنًا مع إنسانيتنا، أيّ البشرية الخاطئة. في يسوع، جعل الله المستحيل ممكنًا إذ أرسلَ ابنه في شبه جسد الخطية (راج روم 8: 3). يوجه يسوع حياته من خلال المعمودية، فهو يختار إرادة الآب والتضامن مع البشرية المتألمة.يليّ معمودية يسوع، الكشف أو الظهور الإلهيّ، إذّ أنّ السماء مفتوحة إشارة إلى نبؤة اشعيا الّتي يلقي الله الآب بكلمته ليخصب بشريتنا. ثم تأتي هبة الرّوح الّتي تشير إلى تنصيب يسوع المسيّاني بمسحة الروح (راج أع 10: 38). يشهد صوت الآب من السماء بأنّ تضامن يسوع، مع البشرية الخاطئة، هو حسب إرادة الآب. يُسر الآب بالابن الّذي يُتمم إرادته مُتضامنًا مع البشريّة الجريحة. |
|