|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أكذوبة الإيمان (مر 1: 24- 28) في ذات الوقت يضيء الإنجيلي على وجود رجل ممسوس برّوح نجسة، صارخًا ومتسائلاً: «ما لَنا ولكَ يا يَسوعُ النَّاصِريّ؟ أَجِئتَ لِتُهلِكَنا؟ أَنا أَعرِفُ مَن أَنتَ: أَنتَ قُدُّوسُ الله". فانتَهَرَه يسوعُ قال:"اِخْرَسْ واخرُجْ مِنه!"» (1: 24- 25). يعلن الرجل، بكلماته تلك، عن المسافة الموجودة بين يسوع والأرّواح النجسة. هذا الرجل مُمارس الإيمان ظاهريًا أيّ إنه شخص يتردد عادة على المكان المقدس، مثلنا جميعًا كمسيحيين في كنائسنا، حيث يستمع إلى كلمة الله ويصلي ومع ذلك فإن الاستماع إلى تعلّيم يسوع يظهر في عداوته لله وكلمته. إنه يحيا في زمن ومكان القداسة، ولكن يسكنه روح نجس، فهو لا يتناغم مع مكان وزمان حياته. ثمّ يلتقي بيسوع، ويحدث ما لم يحدث من قبل. فيسوع، في الواقع، هو قدوس الله، الـمُتناغم تمامًا مع المكان والزمان الّذي يحيا فيه؛ فهو القدوس. ولهذا السبب يتم الكشف عن قناع الرجل الممسوس أمامه ويبدأ يسوع بإتمام مسيرة الشفاء. هذا الرجل يُمثلنا جميعًا نحن الّذين نعيش أُكذوبة الإيمان نحن الّذين نحيا في مكان وزمان المجانية والحرية، دون أنّ نكون أحرارًا. لكن كلمة يسوع موجهة لنا اليّوم، وحضوره، يكشف اغترابنا وعدم إنسجامنا. إن تفسير الكتب المقدسة الّذي يقدمه يسوع يسلط الضوء بشكل كبير على العداوة تجاه كلمة الله الّذي يمكن أن يسكن قلوبنا معتقدين بأننا مؤمنين وصالحين. هذا الـممسوس بالشيطان في كفرناحوم هو الّذي انكشفت عداوته لكلمة الله بحضور يسوع وسلطانه النبويّ وإعلانه التحرير بطرده الرّ,ح النجسة. مدعوين نحن اليّوم للإفاقة من الإكذوبة الإيمانية الّتي نحياها ونحن في قلب الكنيسة ونمارس الأسرار المقدسة. لنتقدم أمام يسوع ليحررنا ويعلن شفائه وننسجم في حقيقة إيماننا فنصير مسيحيين قولاً وفعلاً. الخلّاصة محاربتنا للأكاذيب الإيمانيّة اليّوميّة، هي الصراع الّذي يرافق حياتنا ونحن مدعوييّن أنّ نستعيد الإنسجام الباطني من خلال ما يعلنه الله كما رأينا مع موسى من تعاليم ساميّة بالعهد الأوّل من خلال تث 18: 15- 20. وفي ذات الوقت لندخل في الزمن والمكان الّذي يتواجد يسوع (مر 1: 21- 28) فيه بسلطانه ليُنهرّ بكلمته كل ما هو نجس فينا ويحررنا من أكذوبة إيماننا أو أكاذيب باطنية، فنحيا كما يليق بالرّبّ وتابعين له، فهو القدوس. دُمتم في حياة إيمانيّة صادقة. |
|