|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصراع بالبيت (أي 7: 1-7) في المقطع الأوّل من سفر أيوب، وهو من الأسفار الحكميّة في العهد الأوّل، يكشف عن الصراع الّذي يحياه، رجل الله، أيّوب، داخل بيته. نسمع في هذه الآيات بصيغة المونولج (صوت واحد)، من قبل كاتب سفر أيّوب وهو الشخص الّذي يعاني في وحدته ويعبر عن هذه المعاناة بمفرده قائلاً: «أَلَيسَت حَياةُ الإنْسانِ في الأَرضِ تَجَنُّدًا وكأَيَّامِ أَجيرٍ أيَّامُه؟ [...] إِذا أضَّجَعتُ قُلتُ: مَتى أقوم؟ [...] تَذَكَّرْ أَنَّ حَياتي هَباء» (أي 7: 1-7). بينما يعيش في حميميّة جدران بيته، يأتي الكاتب بكلمات تعبر عن صرخة وهو الّذي يتألم في بيته. هذا هو جوهر هذا المقطع بداخل البيت يتمكن الإنسان من التعبير عما يتألم منه دون خجل ودون أنّ ينزوي عن أعين الناس فهو في قوقعته وملجأه الخاص. هذه الآيات الحكميّة، تكشف عن أهميّة كشف الإنسان عن قناعه الشخصي ومعايشته الواقع الحقيقي بمنزله دون أنّ يتجمل. يحصي أيام حياته ليالي وأيام، متى يضجع ومتى يقوم، ... في كل الأحوال فهو ببيته، لذلك يمكنه التعبير عن معاناته لأنّه ببيته يتمكن من معايشة الصراع الحقيقي سواء مع المرض، الألم، الكوارث الّتي حلّت به، ... فهو في بيته. في كلمات أيوب، نجد إنسانيتنا المتألمة الّتي أُرسل إليها يسوع، كما سنرى بالعهد الثاني، والّتي لم يهرب منها لأنّها خاطئة، أو نجسة، أو مُتألمة بل يدخل في قلب آلامها ومعاناتها ليعلن الجديد وهو ذاته الجديد الّذي يغير حال البشريّة بأجمعها. يصير دخوله بالبيت الخاص هو الحاجة الـمُلحّة لإعلان الإنجيل، وهو نفسه يصير ضروري ونحن محتاجين إليها اليّوم ومدعويّن بألّا نسمح لأنفسنا بالتراجع أو بالخروج من البيت أو بالدخول إلى البيت |
|