|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الدعوة للنهوض (2أخ 36: 14- 23) النص الأوّل الّذي سنتوقف أمامه وهو مأخوذ من سفر أخبار الأيام الثاني (36: 14- 23)، وهو بمثابة آخر أسفار الكتب المقدسة العبريّة. يتتبع كتابيّ أخبار الأيام تاريخ النظام الملكي، وتتمّ قراءة هذا السفر بجزئيه، من خلال معيار أساسي وهو مصير الشعب الّذي يعتمد فقط على ولائه للعهد مع الله وإحترام الشريعة والرسائل النبويّة. هذا ما تم ذكره صراحةً في نهاية هذا النص بالعهد الأوّل والّذي يشكل ختام عمل الكاتب بشكل كامل. لقد أشار الكاتب بأنّ خطيئة شعب الله، تكمن، قبل كل شيء، في عدم الإصغاء أي التحلّي بروّح العناد تجاه الكلمة الإلهيّة. هذا هو الأمر الّذي لمّ يفشل الرّبّ أبدًا في فعله: «وأَكثَرَ جَميعُ رؤساءَ الكَهَنَةِ والشَّعبُ مِنَ المخالَفَة، بِحَسبِ جَميعِ قَبائِحِ الأمَم، ونَجَّسوا بَيتَ الرَّبِّ الذَّي قَدَّسَه في أُورشَليم. فأَرسَلَ إِليهمِ الرَّبُّ، إِلهُ آبائِهم، رُسُلاً بِلا مَلَل، لأَنَّه أَشفَقَ على شَعبِه وعلى مَسكِنِه. فَسخِروا مِن رُسُلِ الله، وإزدَرَوا كَلامَه وهَزِئوا مِنِ أَنبِيائه، حتَّى ثارَ غَضَبُ الرَّبِّ على شَعبِه» (2أخ 36: 14- 16). من خلال رسله الّذين أرسلهم بشكل مستمر ومدروس، بل وصل الأمر إلى حد الاستهزاء برسل الله، محتقرين كلامهم، مستهزئين بالأنبياء. أصبح وضع الشعب غير قابل للإصلاح. لمواجهة هذا الوضع، يأتي عمل الله الأخير وهو السماح بتجربة النفى إلى بابل، الشعب يحيا خبرة يستعيد فيها كنز العلاقة بالله ويتعرف على حقيقته كشعب فريد. يصبح المنفى أدة للتطهير الضروريّة حتى يتمكن الشعب من العودة للاستماع إلى صوت الله ويعترف به كإله حقيقي. إن تحديد زمن سبعين سنة يخبرنا أن غضب الله: «فتَمَّ ما تَكلَّمَ بِه الربُّ بفَم إِرميا، حتَّى إستَوفَتِ الأَرضُ سُبوتها، لأَنَّها تعَطلت كل أيَّامِ خرابِها إلى إنقِضاءِ سَبعين سنةً» (2أخ 36: 21). بعد أن بلغ ذروته، لا يؤدي إلى خراب الأرض ولكن في عمل بالغ لاستعادتها. على الشعب، نحن اليّوم، أنّ نتوقف عن عنادنا ونقبل رسائله الّتي تدعونا للتغيير والتوبة. يُختتم هذا النص برسالة تدعو إلى الإنفتاح على المستقبل بفضل العمل التحرري الّذي قام به الحاكم الوثني، كورش، بحسب المخطط الإلهي. فالكلمة الأخيرة هي للرّبّ: «جَميعُ مَمالِكِ الأَرضِ قد أَعْطانيها الرَّبُّ، إِلهُ السَّمَوات، وأَكلَ إِلَيَّ أَن أَبنيَ لَه بَيتًا في أورَشَليم الَّتي في يَهوذا. فمَن كانَ مِنكم مِن شَعبِه أَجمَع، فالرَّبُّ إِلهُه معَه، فليَصْعَدْ» (2أخ 36: 20). الشعب مدعو لاستئناف العودة إلى أورشليم، الحريّة والإعتراف بحقيقته كشعب الله ليبدأ من جديد في الحفاظ على العهد مع إلههم. نحن اليّوم مدعوين من خلال الومن الأربعيني للعودة للإله الحق بقلب يعترف به ويتوب عن عناده. |
|