"شاكرين الآب الذي أهّلنا لشركة ميراث القديسين في النور"
(كو 1: 12 )
الشخص المسيحي ليس مجرد شخص قد نجا من الدينونة عن طريق دم الـحَمَل فقط، أو مجرد الشخص الذي تحرر من قوة جميع أعدائه بواسطة موت الرب يسوع. بل هو الشخص المتحد مع المسيح الممجد في الأعالي عن يمين الله "إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مُخضعة له" (1بط 3: 22 ) . فالمؤمن هو شخص سماوي، ومدعو ليسلك بالانفصال عن مبادئ هذا العالم الحاضر الشرير من علاقات أو أفكار شريرة. فهو يسلك بحسب المقام السامي الرفيع الذي وضعه فيه الآب الصالح. ولكن ليس على سبيل العُزلة والتقشف، والانطواء منعزلاً في مكان محدد لا علاقة له بأحد من الناس، بل بالعكس فهو يحيا في هذا العالم وله الشرف والامتياز العظيم أن يعكس شيئاً من فضائل المسيح من خلال عمل نعمة الله فيه، وعلى أساس فدائه، يطلب معونة الروح القدس معتمداً عليه في كل حياته.
فالشخص المسيحي حقاً هو :
1 - الشخص الذي غُفرت خطاياه وسُترت خطيته (مز 32: 1 ) .
2 - تمتع بهبة الحياة الأبدية بالمسيح يسوع ربنا (رو 6: 23 ) .
3 - تمتع بسُكنى المعزى الله الروح القدس في قلبه (أف 1: 13 ) .
4 - وهو مرضى عليه ومقبول تماماً في المسيح (أف 1: 6 ) .
5 - مُقام شرعاً مع المسيح في السماويات (أف 2: 6 ) .
6 - قد مات للخطية ومات أيضاً للناموس (رو 6: 1 ، رو7: 4).
والمؤمن يجد كل لذته وسعادته وعونه من ذاك الذي أحبه وأسلم نفسه لأجله، وينتظر بشوق القلب مجيء الرب يسوع المسيح.
كم نسجد لك يا سيد الأسياد، بل يا سيدنا الحبيب .. يا مَنْ فيك كل نعمة بَدَت من الله لنا، وبحبك السامي قد وُهبنا كل البركات. لكنك بحق يا معبود قلوبنا أثمن لنا من كل الهبات. إننا نحبك ونسجد لك ونقبِّل قدميك.
أنت العزيــز لــدىّ فــي كــــل الــورى
حتى علـــى عينــــي أراك مصـــــــورا
فمتى حديثك يا منى قلبــي جــــــرى
من روح ذكرى الحب أغـدو مســــكرا
فتفيض فـي سيــل الدمــوع جفونــي