|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لمحة تاريخيَّة حول تَطْوَاف الشَّعانين التَّقليدي: بدا التَطْوَاف التَّقليدي في أحد الشَّعانين في القدس في العصر البيزنطي. إذ تُروي السَّائحة إيجاريه الإسبانيَّة أن المسيحيِّين كانوا يُقيمون منذ القرن الرَّابع التَطْوَاف بأحد الشَّعانين في تمام السَّاعة الواحدة بعد الظهر مبتدئين من كنيسة "أبانا الذي"؛ ثم يتوجَّهون إلى كنيسة الصُّعود ومن ثمة ينحدرون من جبل الزَّيتون وهم حاملون أغصان الزَّيتون أو سعف النَّخل. وينتهي التَطْوَاف بهم في كنيسة القيامة. ويبدو أن نشأة هذا التَطْوَاف تعود إلى البطريرك كيرلس الأورَشَليمي (348-3879). أشار كتاب القراءات الأورَشَليميَّة إلى بعض التَّعديلات في القرن الخامس حتى القرن الثَّامن، إذ كان التَطْوَاف يبدأ صباحًا، وكان يتوقف موكب الشَّعانين في الجِسمانيَّة وفي كنيسة حنة (الصَّلاحيَّة) حيث تُتلى الأناجيل التَّاليَة حول دخول يسوع إلى اورشليم: (يوحنا 12: 112-19، ولوقا 19: 28-40، ومرقس 11: 1-11). في القرن التَّاسع، كان بطريرك القدس يبُارك سعف النَّخل وأغصان الزَّيتون في بَيْتَ عَنْيَا ويسير الموكب نحو القدس مع التَّوقف في كنيسة الصُّعود والجِسمانيَّة وكنيسة القديسة حنة (الصَّلاحيَّة) وينتهي في كنيسة القيامة. في عام 1007 منع الخليفة الحاكم بأمر الله هذا التَطْوَاف إلى أن جاء الصَّليبيون عام 1099. وكان البطريرك يسير من بَيْتَ عَنْيَا حاملا ذخيرة الصَّليب المُقدَّس يواكبه الرُّهبان والمؤمنون حاملين سَعف النَّخل وأغصان الزَّيتون، ويتوجَّهون نحو القدس من خلال البَاب الذهبي وينتهي التَطْوَاف بهم في ساحة الحرم. في القرن الرَّابع عشر انحصر تَطْوَاف الشَّعانين داخل الأسوار مُبتدئًا من كنيسة مار يعقوب في حارة الأرمن حتى كنيسة القيامة تحت إشراف الأرمن. وفي القرن الخامس عشر شرع الآباء الفرنسيسكان بالتَطْوَاف من بَيْتَ فاجي يترأسه حارس الأراضي المقدَّسة وهو راكب حِمَارًا وينتهي التَطْوَاف عند وادي قدرون؛ وبعد بضع سنوات أصبح التَطْوَاف ينتهي عند جبل صهيون. في عام 1560 كان حارس الأراضي المقدسة يترأس التَطْوَاف؛ تبدأ مسيرة الموكب من بَيْتَ فاجي مرورًا مكان بكاء الرَّبّ على أورَشَليم (Dominus flevit)، ثم يدخل القدس من باب صهيون إلى أن يصل دير المُخلص في جبل صهيون، وكان يتخلل التَطْوَاف عظة باللغة العربيَّة. ثم توقف التَطْوَاف عام 1648 بأمر السُّلطات. العثمانية. وفي عام 1933 عاد التَطْوَاف من جديد بحيث بدأ الموكب من بَيْتَ فاجي باتِّجاه جبل الزَّيتون، وكان ينتهي في كنيسة القديسة حنّة (الصَّلاحيَّة) المجاورة لسَاحة الحرم، وهو الموضع القديم للتَطْوَاف. لا يزال تَطْوَاف أحد الشَّعانين قائمًا حتى أيامنا الحاضر حيث تنطلق من بَيْتَ فاجي، مرورًا بجبل الزَّيتون وصولا إلى كنيسة القديسة حنة داخل أسوار البلدة القديمة. يتم ترتيب دورة أحد الشَّعانين بالنِّظام التَّالي: حامل الصَّليب والقواسة، ثم حملة الأعِلام الكشفيَّة، ثم كاهن رعيَّة القدس للاتين (الفرنسيسكان) يصحبه مختار دير اللاتين، ثم يسر وراءهم الأشبال والزَّهرات والكشاف المبتدئ وقادة الكشاف ويتبعونهم أبناء الرَّعايا من فلسطين والجليل ويرافقونهم الزُّوار الأجانب من جميع أنحاء العَالَم. وأخيرًا يسير الرُّهبان الفرنسيسكان ثم طلبة الاكليريكيين في البطريركيَّة اللاتينيَّة، ثم يأتي أخيرًا موكب بطريرك اللاتين البطريرك والمرافقون له من أساقفة وحارس الأراضي المقدسة يحيطه لكشاف المُتقدِّم على جانبي المسيرة. وينتهي الاحتفال بزياح القربان المقدّس ومباركة الجموع المواطنين المُحلّيِّين والحُجّاج من شتّى أنحاء العَالَم. وهذه الدورة هي مناسبة مركزيَّة لتجمع المسيحييِّن من أنحاء العَالَم خاصة من الأرض المقدسة لذكرى دخول يسوع ظافرا إلى أورَشَليم استعدادا لبدء أسبوع الآلام والقيامة. |
|