|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا كيرلس كان رجل عبادة بل حياته عبادة ولعل أقصر جملة يمكن أن تلخص فيها حياة الرجل ما قاله النبى داؤد ” أما أنا فصلاة ” أما أنا فصلاة ، رجل غرق فى الصلاة ، غرق ، دخل إلى أعماق الصلاة ، غاص فيها ، صارت حياته كلها صلاة ، صلوات يومية من ساعة مبكرة إلى ساعة متأخرة من اليوم . وإذا قابل أشخاصا فى مقابلاته يُصلى من أجل إنسان أو على إنسان أو آخر بكلماته القليلة التى يقولها إجابة على سؤال تجدها أكثرها صلاة . غرق فى الصلاة . وهذه العبادات المستمرة من صوم طويل ومن عبادة مستمرة ومن عكوف طويل سابق على اختياره بطريركا ، سواء فى حياته الأولى قبل أن يترهبن أو بعد أن ترهب فى الدير أو بعد أن دخل المغارة أو بعد أن ترك المغارة إلى طاحونة الهواء فى جبل المقطم، وبعد أن ترك طاحونة الهواء تحت ضرورات الحرب العالمية الثانية ذهب إلى بيت الرب أو إلى عدد من الكنائس فى مصر القديمة ، تردد إليها وفى كلها كان دائما رجل الصلاة . أعطى نفسه لحياة الصلاة . هذه الصلوات أكسبته روحانية فصار فى الروح ، وهو التعبير الذى استخدمه القديس يوحنا اللاهوتى عندما قال ” كنت فى الروح ” أو “صرت فى الروح ” كأنه نسى وجوده المادى وغرق ، غرق فى الروح، اُمتص فى الروح ، هذه الروحانية التى دخل إليها جعلته موعبا من الروح القدس ، فصار الروح القدس يوحى إليه ويكلمه ، وصار يمكنه أن يتنبأ دون أن يشعر ، وكأنه يَرى ما لايُرى . |
|