"لا ترتكبوا جورًا في القضاء، ولا في القياس ولا في الوزن ولا في الكيل" [35]. هكذا يختم الوصايا هنا بالالتزام، بالعدالة وعدم الغش أو الظلم. ليكن لنا كيل حق، يأخذ كل إنسان حقه. ولعل الكيل الحق يُشير إلى روح التميز الداخلي، فنعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله. لنعطِ للجسد حقه في الحياة بلا لذات وترف، وللنفس حقها في حمل صورة خالقها ومثاله حتى تستريح في أحضانه ويستريح معها الجسد. ويرى الأب ثيؤناس أن الموازين الصالحة غير الظالمة تعني ألا نزن أنفسنا بميزان التساهل وللآخرين بميزان القسوة والعنف، إذ يقول: [يجدر بنا ألا تكون في قلوبنا موازين ظالمة، ولا موازين مزدوجة في مخزن ضمائرنا، بمعنى أنه يجب علينا ألا نحطم من يجب أن نكرز لهم بكلمة الرب بشرائع حازمة مبالغ فيها أثقل مما نحتمله نحن، بينما نعطي لأنفسنا الحرية ونخفف عنها... لأننا إن كنا نزن لإخوتنا بطريقة ولأنفسنا بأخرى يلومنا الرب بأن موازيننا غير عادلة ومقاييسنا مزدوجة وذلك كقول سليمان بأن الوزن المزدوج مكرهة عند الرب، والميزان غير صالح في عينيه [راجع أم 20: 10]].