|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شرائع خاصة بالحيوانات والزراعة: 19 فَرَائِضِي تَحْفَظُونَ. لاَ تُنَزِّ بَهَائِمَكَ جِنْسَيْنِ، وَحَقْلَكَ لاَ تَزْرَعْ صِنْفَيْنِ، وَلاَ يَكُنْ عَلَيْكَ ثَوْبٌ مُصَنَّفٌ مِنْ صِنْفَيْنِ. يبدأ هذه الشرائع بقوله "فرائضي تحفظون" [19]، ليؤكد أن هذه الشرائع سواء الخاصة بعلاقة المؤمن بوالديه أو بإخوته أو بالمساكين أو حتى بالحيوانات والزراعة إنما هي "فرائض الله" يلزم أن نحفظها من أجل علاقتنا واتحادنا معه... نحب الوصية لأنها وصية إلهنا المحبوب الذي يقدمها ليضمنا إليه بالحب. "لا تُنز بهائمك جنسين، وحقلك لا تزرع صنفين، ولا يكون عليك ثوب مصنف من صنفين" [19]. جاءت الوصية تمنع التهجين بين جنسين من الحيوانات لإنجاب جنس ثالث، أو زرع صنفين في حقل واحد، أو نسج نوعين من الخيوط (كالصوف والكتان) في نسيج واحد... فما الهدف من هذه الوصية؟ أولًا: يرى البعض أن الله منع التهجين حتى لا يظن الإنسان إنه يقوم بعمل "خِلْقة" لإجناس جديدة فيدعى لنفسه الألوهية. والعجيب أن الله يسمح بالجنس الجديد غير قادر على الإنجاب، كظهور البغل ثمرة للتهجين بين الحمار والحصان. هذا وقد استخدم اليهود "البغل" كحيوان للنقل وحمل الأثقال، يشترونه من الشعوب المجاورة لكنهم لا يقومون بعملية التهجين للحصول عليه، إلاَّ إذا حصلت هذه العملية بطريقة لا إرادية غير مقصودة. ما هو هذا الحيوان الذي هو ثمرة التهجين بين جنسين مختلفين والعقيم غير القادر على الإنجاب إلاَّ الجسد الذي يفسده الإنسان بالشهوات والملذات المتضاربة، فيحمل الجسد انقسامًا وتضاربًا بين أفكار الملذات والكبرياء، ولا يكون له ثمر روحي لائق يفرح قلب الله. أما جسد المؤمن الحقيقي فيحمل انسجامًا داخليًا فيما بينه، وأيضًا انسجامًا مع النفس بكونه خاضعًا لروح الله القدوس بجسده كما بنفسه. وكما يقول القديس أغسطينوس: [إن الروح القدس هو روح الوحدة أما روح إبليس فهو روح الانقسام والانشقاقات، فمن يسلك بروح الرب إنما يحمل روح الوحدة، أما من يسلك بروح إبليس فيحمل انقسامًا وانشقاقًا ليس فقط ضد إخوته لكن حتى في داخله بين جسده ونفسه]. ثانيًا:منع الله زراعة صنفين في حقل واحد، ربما يُقصد بذلك عدم خلطهما معًا... الأمر الذي يجعل الحصاد صعبًا أو مستحيلًا. ويرى البعض أن زراعة صنفين معًا يسبب تدهورًا لمحصولهما. على أي الأحوال هذا الحقل الذي يُزرع بصنفين ليس بكنيسة الله التي تضم صنفًا واحدًا، هم أولاد الله القديسين، أو هو ليس بقلب المؤمن الحقيقي الذي يضم نورًا دون ظلمة. الحقل الذي يضم صنفين هو القلب المتذبذب. الذي يخلط بين النور والظلمة، فلا يسلك بروح الإفراز والتمييز، بل يعرج بين الطريقين. أما قلب المؤمن فبسيط له هدف واحد، يسلك في النور ويرفض الظلمة، يقبل الحق ولا يطيق الباطل! ثالثًا: يرى البعض أن وجود نوعين من الخيوط في النسيج كالكتان مع الصوف (تث 22: 11) يسبب التهابات جلدية وحساسية. على أي الأحوال كنيسة المسيح هي توبة الذي من نسيج واحد، هو نسيج الروح الواحد والفكر الواحد غير المنقسم. إذن في اختصار نقول أن الحيوان غير المهجّن يُشير إلى الجسد المقدس في الرب المثمر روحيًا والمنسجم مع النفس المقدسة، والحقل ذو الصنف الواحد يُشير إلى كنيسة الله التي تسلك في النور دون الظلمة، لها روح التمييز والإفراز، والثوب ذو النسيج الواحد هو وحدانية الروح والفكر! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
شرائع خاصة برئيس الكهنة |
شرائع خاصة بالأخوة |
شرائع خاصة بالحصاد |
القمر والنباتات والزراعة |
هل شابهت شرائع العهد القديم شرائع عصره، أم إنه ارتقى بالإنسان من جهة علاقاته الأسرية والاجتماعية؟ |