|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سَاعَة يسوع هي سَاعَة مَجْده إن سَاعَة الآلام في هذه المرحلة ستُصبح سَاعَة المَجْد كما اكّد يسوع إلى تلميذيه أَندَرواس وفيلِبُّس: "أَتَتِ السَّاعَة الَّتي فيها يُمَجَّدُ ابنُ الإِنسان."(يوحنا 12: 23)؛ وهي سَاعَة كمال رسالة الخلاص كما أعلن يسوع في مثل حَبَّة الحِنطَة "الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: إنَّ حَبَّةَ الحِنطَةِ الَّتي تَقَعُ في الأَرض إِن لَم تَمُتْ تَبقَ وَحدَها. وإذا ماتَت، أَخرَجَت ثَمَرًا كثيرًا" (يوحنا 12: 24). ويُعلق القدّيس غريغوريوس الكبير "لقد كان يسوع بذرة زرع بإذلال جسده، وشجرة كبيرة بتمجيدِ عظمته. كانَ بذرة زرع عندما ظهرَ لأعيننا مشوّهًا كليًّا، وشجرةً كبيرةً عندما قامَ من بين الأموات". لا يريد يسوع الحياة لنفسه، "لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة" (فيلبي 2: 6)، بل ليعطي الحياة لكثيرين ويجمع في جسد واحد سائر أخوته البشر (قولسي 1: 18)؛ انه يقع في الأرض كحبّة الحِنطَة ويموت، "تَجرَّدَ مِن ذاتِه" (فيلبي 2: 7)، فيتمجَّد ابن الإنسان عن طريق التَّضحيَّة بحياته، لان التَّضحية هي شريعة الحياة والضَّمان للحياة الأبديَّة. كما صرّح يسوع المسيح "مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العَالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة" (يوحنا 3: 25). إنها سَاعَة تنزع في جملتها نحو المَجْد، أي نحو رجوع الرَّبّ في مَجْده. أنها سَاعَة انتقال يسوع من هذا العَالَم إلى أبيه. هي تفتح بابا للقاء مع الآب. لم يأتي يسوع إلى هذا العَالَم إلا ليحقِّق في جسده هذا العبور من الابن إلى الآب، ولكي يأخذ معه كل البشر في حركة هذا الفصح الواحد. وتشهد هذه السَّاعَة بذات دقتها لقصد الله الذي يقود التَّاريخ (أعْمَال 1: 7). |
|