|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
موتى يقومون ولا ننسى في هذا السياق أستعلان قوة المسيح المحيية والمقيمة من الموت، فالإنجيليون مرقس ولوقا ويوحنا يصفون لنا ثلاث معجزاتٍ خارقات لقانون الطبيعة، فمرقس يتحدّث عن إقامة ابنة يائيروس، وهو واحدً من رؤساء المجمع وقد جاء إلى يسوع عندما كان عند البحر، وخرَّ عند قدميه، طالباً إليه قائلاً: ﭐبْنَتِي الصَّغِيرَةُ عَلَى آخِرِ نَسَمَةٍ. لَيْتَكَ تَأْتِي وَتَضَعُ يَدَكَ عَلَيْهَا لِتُشْفَى فَتَحْيَا. وعندما تأخّر في ذهابه إلى بيت يائيروس، جاء مَن يقول أنّ ابنة يائيروس قد ماتت، فلا حاجة أن يُتعب المعلم، ولكن يسوع أخذ معه تلاميذه بطرس ويوحنا ويعقوب. وذهب إلى بيت رئيس المجمع، ورأى ضجيجاً، الحاضرون يبكون ويولولون كثيراً، فدخل وقال لهم: لِمَاذَا تَضِجُّونَ وَتَبْكُونَ؟ لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ لَكِنَّهَا نَائِمَةٌ، ولكنهم لم يفهموا كلامه، بل ضحكوا عليه، أمّا هو فأخذ أباها وأمّها ودخل حيث كانت الصبية مضطجعةً، وأمسك بيد الصبية وقال لها: طَلِيثَا قُومِي! (ﭐلَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا صَبِيَّةُ لَكِ أَقُولُ قُومِي). وَلِلْوَقْتِ قَامَتِ الصَّبِيَّةُ وَمَشَتْ لأَنَّهَا كَانَتِ ابْنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً. فَبُهِتُوا بَهَتاً عَظِيماً. وصف لنا الإنجيلي لوقا إقامة ابن أرملة نائين، كان المشهد حزيناً جداً عندما اقترب يسوع إلى باب مدينةِ نايين، وكان معه الكثير من تلاميذه وجمعٌ كبيرٌ، فإذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ ابْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ، وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا : لاَ تَبْكِي. فعندئذٍ لَمَسَ النَّعْشَ وتَوَقَّفَ الْحَامِلُونَ. وَقَالَ : أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ. فَجَلَسَ الشاب وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ. أما الحدث الاعجازي الثالث فهو إقامة لعازر من الموت، وكان له أربعة أيامٍ في القبر، فعندما جاء إلى بيت عنيا، جاءت مرتا التي كانت معروفة بأنّها مهتمة ومضطربة بأمورٍ كثيرة إلى يسوع، وقالت له : يَا سَيِّدُ لَوْ كُنْتَ هَهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي. لَكِنِّي الآنَ أَيْضاً أَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا تَطْلُبُ مِنَ اللَّهِ يُعْطِيكَ اللَّهُ إِيَّاهُ. وعندما قَالَ لَهَا يَسُوعُ: سَيَقُومُ أَخُوكِ. قَالَتْ لَهُ: أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي الْقِيَامَةِ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ. ولكن يسوع كان واضحاً وصريحاً عندما أشار إلى نفسه بقوله: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا إلى الأبد. وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيّاً وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَدِ. وحقيقةً أقام يسوع المسيح لعازر عندما ناداه بصوتٍ عظيم: لِعَازَرُ هَلُمَّ خَارِجاًّ! إن هذه المعجزات الكبيرة كانت باباً آخر لتوضيح مفهوم القيامة لتلاميذه وللمسيحيين من بعدهم. فعلى هذا الأساس تحيا الكنيسة وتعيّد قيامة ربّنا يسوع المسيح، ولهذا نحن نردّد في تعاليمنا بأن المسيح حقيقةً صُلِب… ومات… ودُفِن… وفي اليوم الثالث قام من بين الأموات. وتفرح الكنيسة عندما تعيّد قيامة الرب يسوع المسيح لأنّها تعتبر القيامة أساساً لإيمانها وكرازتها. ما أجمل أن نختم عظتنا اليوم في حقيقة آلام، وموت، ودفن، وقيامة ربنا يسوع المسيح، بكلمات معبّرة جداً عن هذا السر العظيم، قالها القديس يوحنا الذهبي الفم، في عظة له عن قيامة المخلص: اليوم قام المسيح من بين الأموات لابساً الظفر، اليوم أشرقت للعالم مصابيح الخلود، اليوم أشعة الصليب أنارت الخليقة المظلمة، اليوم تمزّقت شبكة الموت التي نسجتها خطيئة آدم، اليوم توقّف سير الخطيئة وجفّت دموع حواء بواسطة مريم، وانقلب حزن الخليقة فرحاً، اليوم تحطمت القباب العاليات بقوة الصليب، سقط سلطان الثلاّب وتعرى من ملكه عدو البشر، والمسيح من بعد الصليب وهو يملك في السماء خلص الهالكين وحررهم بتدبيره وأعادهم إلى حالة البر الأولى |
|