|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
في ذبيحة الخطية قيل "الكاهن الذي يعملها للخطية يأكلها" (لا 6: 26)، وفي ذبيحة الإثم قيل: "كل ذكر من الكهنة يأكل منها، في مكان مقدس تؤكل، أنها قدس أقداس، ذبيحة الإثم كذبيحة الخطية، لهما شريعة واحدة، الكاهن الذي يكفر بها تكون له" [6-7]. أكل الكهنة الذي يكفر بها منها كما سبق فرأينا يُشير إلى قبول الله لذبيحة الخطية أو الإثم، إذ لا يسمح الله لكهنته أن يشتركوا في مثل هذه الذبائح لولم يكن قد مسح الخطية تمامًا، وكما يقول فيلون اليهودي بأن أكل الكاهن من الذبيحة يعطي طمأنينة في قلب مقدمها بأن الله غفر له الخطية. يرى العلامة أوريجانوس أن الكاهن الذي يكفر بالذبيحة هو السيد المسيح الذي يقدم دمه كفارة عن خطايانا، فكيف يقوم بأكل الذبيحة؟ [المسيح هو الذبيحة المقدمة عن خطايا العالم كله وفي نفس الوقت هو الكاهن الذي يُقدمها، الأمر الذي يشرحه الرسول بقوله: قدم ذاته للآب (عب 9: 14). إذن هو الكاهن الذي يأكل خطايا العالم ويرفعها، إذ قيل [أَنْتَ هو الكاهن إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ] (مز 110: 4). إذن مخلصي وإلهي يأكل خطايا العالم. كيف يأكلها؟ إسمع الكتاب: "إلهك هو نار آكله" (تث 4: 24). ماذا يأكل الإله الذي هو نار؟ نُحسب في منتهى الحمق إن ظننا أن الرب نار يأكل الخشب والقش... إنما هو نار يأكل خطايا العالم، يحطمها ويبددها، وينقينا منها، إذ قيل في موضع آخر: [أنقيك بالنار فأجعلك ظاهرًا] (راجع إش 1: 25). هذا هو أكل الخطية بواسطة ذاك الذي قدم ذبيحة الخطية، لأنه حمل خطايانا، وبه كنار أكلها وحطمها. نذكر على سبيل المثال أمرًا عكسيًا، فنقول أن الموت يبتلع الذين يستمرون في خطاياهم، كما قيل أن الموت الغالب يبتلعهم (مز 49: 14). أما المخلص فيقول في الإنجيل: "جئت لألقي نارًا على الأرض، فماذا أريد لو اضطرمت؟!" (لو 12: 49). إنني أترجى من السماء أن تضطرم أرضي بالنار الإلهية فلا تحمل شوكًا وحسكًا (تك 3: 18)(105)]. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إنما ضمير مقدمها هو الذي يُقدس الذبيحة متى كان طاهرًا |
أنت هو الكاهن وأنت هو الذبيحة |
ملك السلام يعطي لقلبك سلام و طمأنينة |
وسط ضغوط الحياة يعطى لقلبك طمأنينة وسلاماً |
هذا يعطي طمأنينة من جهة شركة الطبيعة |