|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تدبير الله (آ 7- 10) إنّ المقابلة مع كو 1: 13 تتيح لنا أن نقوله إنّ الفداء الذي تتحدّث عنه آ 7 يعود على المستوى النمطيّ إلى خلاص الشعب العبرانيّ من عبوديّة مصر. وقد استعمل أشعيا الثاني بشكل خاص تشبيه الفدية التي تدفع من أجل تحرير العبد. "لا تخف، يا يعقوب، أنا نصرتك، وفاديك هو قدّوس إسرائيل" (أش 41: 14). "لا تخف فإني افتديتك ودعوتك باسمي. أنت لي... هذا ما قال الربّ فاديكم" (43: 1، 14؛ رج 44: 22- 24؛ 52: 3؛ 54: 5). ولكن في نصّ أف، لم نعد أمام دم الحمل الفصحي، بل أمام دم المسيح (2: 13) الذي قدّم ذاته لأجلنا (5: 12). فالعبوديّة التي خضعنا لها هي عبوديّة الخطيئة (آ 7 ب). وسيتوسّع ف 2 في خطورة وضع البشريّة قبل المسيح (آ 1: كنتم أمواتاً بزلاّتكم؛ آ 3: خاضعين لشهوات الجسد). ونجد الملاحظة نفسها في 2: 17- 19 (أظلمت بصائرهم، تغرّيوا عن حياة الله). وهكذا يدعونا الكاتب إلى أن نُنشد غفران الله قبل أن نتوقف مطوّلاً عند خطايانا. لو لم يختبر بولس سّر الخلاص، لما كان تحدّث عن الخطيئة ونتائجها في البشريّة كما فعل هنا وفي الرسالة إلى رومة. وشدّد الرسول على نتيجتين من نتائج النعمة: الحكمة، المعرفة أو الفطنة أو الفهم. سيتحدّث عن الحكمة في 1: 17: "يؤتيكم ربُّنا روح الحكمة الذي يكشف لكم عنه لتعرفوه". وفي 3: 10: "تتجلّى حكمة الله بوجوهها". يعني: الظهور الأخير لقصد الله. هكذا تفهم القوّات أنّ البشريّة الجديدة بلغت بشكل مباشر إلى الله في المسيح. وأن قد زال دورها العابر والملتبس. ونصل إلى المعرفة بوحي (بكشف) عن السّر. نقرأ في 3: 3: "كشف لي سّر تدبيره بوحي"، عرفتُ السّر بوحي. والسّر هو قصد الله الأزليّ. كان خفياً على البشر، والآن قد انكشف. هذا السّر تمّ في يسوع المسيح، وكشف الآن عمّا يتضمّنه في الكنيسة، وذلك بواسطة المهمّة الموكلة إلى الرسول. يتضمّن هذا السّر دعوة الوثنيين إلى الخلاص، ومصالحة اليهود والوثنيين، وخضوع الكون كله للمسيح. أما الوحي الذي تتحدّث عنه الرسالة، فيدلّ على مجيء يسوع في المجد، وعلى وحي وصل إلى حامل الإنجيل إلى الأمم، وعلى وحي بالنسبة إلى إرادة الله في حالة خاصة. مع الحكمة والمعرفة تتسجّل أف في خطّ دانيال والأسفار الجليانية التي تطلب اكتشاف مخطّط الله وتحديد المهلة المحدّدة من أجل الخلاص (1 بط 1: 10- 12). ولكن حلّ محلّ الانتظار القلق، يقينُ ذاك الذي يعرف أنّ الزمان قد تمّ الآن (آ 10؛ رج مر 1: 15)، أن قد جاء الوقت الذي فيه يجمع المسيح الكون في شخصه: ما في السماء وما على الأرض. "من أجل تدبير ملء الأزمنة" (آ 10). التدبير الذي يتمّمه عندما تكتمل الأزمنة. قد تُفهم هذه العبارة في خطّ غل 4: 4: "لما تمّ ملء الزمان، أرسل الله ابنه". بعد العهد القديم، كان التجسّد الذي تجاوب مع انتظار الشعب العبرانيّ أجيالاً وأجيالاً. وقد تُفهم في خط خاص بالرسالة: يدلّ ملء الأزمنة على زمن الكنيسة التي تدشَّن بالقيامة. و"التدبير" هو الطريقة التي بها يقود الله التاريخ إلى تمامه. "يجمع في المسيح". الفعل المستعمل هنا هو نادر. يتألّف من جذر "الرأس"، ومسبّق (أنا) يدلّ على حركة من أسفل إلى أعلى. يجمع المسيح كل شيء ويرفعه من الأرض إلى السماء. الرب "يُجمل، يستعيد، يجمع"، ويجعل كل شيء خاضعاً له. نجد هذا الفعل في روم 13: 9: "فإنّ كل الوصايا تلخّص في هذه الكلمة: أحبب قريبك كنفسك". أما في نصّ أف فمعنى الفعل قويّ جداً: نحن أمام المسيح الرأس الذي يؤمّن الترتيب والتماسك في الكون، حين يصير رأسَ البشريّة المفتداة ويفرض سلطانه على القوى المعادية (1: 20- 21). وسيدلّ ولي الرسالة بشكل خاص كيف يقوم يسوع بعمل التجميع هذا: يضمّ في واحد اليهود والوثنيين الذين فصلتهم العداوة حتى الآن. يضمّهم في الهيكل الوحيد الذي يسكنه روح الله (2: 13- 22). |
|