|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
استمرار المحاكمة أمام بيلاطس (ع 1 - 16): 1 فَحِينَئِذٍ أَخَذَ بِيلاَطُسُ يَسُوعَ وَجَلَدَهُ. 2 وَضَفَرَ الْعَسْكَرُ إِكْلِيلًا مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَأَلْبَسُوهُ ثَوْبَ أُرْجُوَانٍ، 3 وَكَانُوا يَقُولُونَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!». وَكَانُوا يَلْطِمُونَهُ. 4 فَخَرَجَ بِيلاَطُسُ أَيْضًا خَارِجًا وَقَالَ لَهُمْ: «هَا أَنَا أُخْرِجُهُ إِلَيْكُمْ لِتَعْلَمُوا أَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً وَاحِدَةً». 5 فَخَرَجَ يَسُوعُ خَارِجًا وَهُوَ حَامِلٌ إِكْلِيلَ الشَّوْكِ وَثَوْبَ الأُرْجُوانِ. فَقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ!». 6 فَلَمَّا رَآهُ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْخُدَّامُ صَرَخُوا قَائِلِينَ: «اصْلِبْهُ! اصْلِبْهُ!». قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «خُذُوهُ أَنْتُمْ وَاصْلِبُوهُ، لأَنِّي لَسْتُ أَجِدُ فِيهِ عِلَّةً». 7 أَجَابَهُ الْيَهُودُ: «لَنَا نَامُوسٌ، وَحَسَبَ نَامُوسِنَا يَجِبُ أَنْ يَمُوتَ، لأَنَّهُ جَعَلَ نَفْسَهُ ابْنَ اللهِ». 8 فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ ازْدَادَ خَوْفًا. 9 فَدَخَلَ أَيْضًا إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَقَالَ لِيَسُوعَ: «مِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟». وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يُعْطِهِ جَوَابًا. 10 فَقَالَ لَهُ بِيلاَطُسُ: «أَمَا تُكَلِّمُنِي؟ أَلَسْتَ تَعْلَمُ أَنَّ لِي سُلْطَانًا أَنْ أَصْلِبَكَ وَسُلْطَانًا أَنْ أُطْلِقَكَ؟» 11 أَجَابَ يَسُوعُ: « لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ. لِذلِكَ الَّذِي أَسْلَمَنِي إِلَيْكَ لَهُ خَطِيَّةٌ أَعْظَمُ». 12 مِنْ هذَا الْوَقْتِ كَانَ بِيلاَطُسُ يَطْلُبُ أَنْ يُطْلِقَهُ، وَلكِنَّ الْيَهُودَ كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: «إِنْ أَطْلَقْتَ هذَا فَلَسْتَ مُحِبًّا لِقَيْصَرَ. كُلُّ مَنْ يَجْعَلُ نَفْسَهُ مَلِكًا يُقَاوِمُ قَيْصَرَ!». 13 فَلَمَّا سَمِعَ بِيلاَطُسُ هذَا الْقَوْلَ أَخْرَجَ يَسُوعَ، وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْوِلاَيَةِ فِي مَوْضِعٍ يُقَالُ لَهُ «الْبَلاَطُ» وَبِالْعِبْرَانِيَّةِ «جَبَّاثَا». 14 وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ، وَنَحْوُ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ. فَقَالَ لِلْيَهُودِ: «هُوَذَا مَلِكُكُمْ!». 15 فَصَرَخُوا: «خُذْهُ! خُذْهُ! اصْلِبْهُ!» قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «أَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟» أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: «لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!». 16 فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَ. فَأَخَذُوا يَسُوعَ وَمَضَوْا بِهِ. ع1-4: تأرجح بيلاطس بين صوت الحق (الضمير)، وبين ضعف اليهود وشراسة ندائهم بصلب المسيح، فأسلمه أولًا للجلد لعله يهدئ من ثورة اليهود؛ ويؤكد القديس لوقا هذا في (لو 23: 16): "أنا أؤدبه ثم أطلقه". وقد أورد كل من متى ومرقس الجلد والصلب معا (مت 27: 26؛ مر 15: 15)، ولكن القديس يوحنا فصل بينهما، وكذلك محاولات بيلاطس الضعيفة لتبرئة المسيح. وينتقل القديس يوحنا لمنظر استهزاء الجند الرومان بالمسيح أثناء الجلد، فسخروا منه وألبسوه ثوب يمثل في لونه ثياب الملوك، وكذلك ضفروا إكليلًا من شوك وتوجوه به (راجع إش 53: 5). "كانوا يلطمونه": ويضيف متى (مت 27: 30) ضربوه على رأسه، ولا نعتقد أن هناك لسان أو كاتب يستطيع أن يصف أو يعبّر عن هذا المشهد الأثيم... ع5-6: أخرج بيلاطس يسوع بعد الجلد، وهو لابس الأرجوان وعلى رأسه الشوك، في محاولة أخيرة يتلمس بها عطف اليهود فيطلق المسيح. ولكنهم ازدادوا قساوة وطالبوا بصلبه، فشهد بيلاطس شهادته الثالثة ببراءة يسوع (راجع يو 18: 38؛ 19: 4-6). وفي محاولة تنبيه اليهود، أراد بيلاطس إخلاء يده من المسئولية، فقال لهم: "خذوه أنتم واصلبوه" دون إشراكي في جريمتكم. ع7: قدم اليهود اتهامهم الأول بأن المسيح فاعل شر (ص 18: 30)، وعند فشلهم، قدموا الاتهام الثاني بأنه خائن لقيصر، ودفع المسيح هذا الاتهام عنه عندما أجاب بأن مملكته ليست من هذا العالم (يو 8: 36). وهنا، أتى اليهود باتهام ثالث بأنه مجدف على الناموس، أي دينهم، وبحسب ذلك يجب أن يموت، وبهذا يبطلون دفاع بيلاطس عن المسيح في أنه لا يجد فيه علة. ع8: وقد ارتعب بيلاطس عند ذكر اليهود أن المسيح "ابن الله"، ولنا أن نفهم، فهو مرعوب لإصدار حكم على برئ لا يدينه في شيء، ولكنه يشعر بمكيدة وقسوة اليهود اللتين تقودانه في تيار الحكم عليه، ومرعوب أيضًا لكلمة "ابن الله"، إذ كان الرومان واليونانيون يعتقدون في إمكانية ظهور الآلهة وتجسدهم أو التناسل منهم... ولعل المسيح أحد أبناء الآلهة، فهل يوقع بيلاطس نفسه في خصومة مع الآلهة؟ نضيف إلى ذلك أيضًا سببا لرعبه، وهو الحلم الذي حلمته زوجته وأخبرته به، قائلة له: "إياك وذاك البار" (مت 27: 19). ع9-11: في محاولة للانتصار على رعبه وخوفه، أخذ بيلاطس يسوع إلى داخل ليستفسر منه: "من أين أنت؟"، هل من السماء؟! هل أنت ابن للآلهة كما سمعت؟! وعدم إجابة المسيح هي قناعة شخصه المبارك بأن ما يقوله لن يغير من الوضع شيء، وكان كافيا على بيلاطس ما سمعه منه لتبرئته. ولدفع المسيح للكلام، هدده بيلاطس بسلطانه أن يقتله أو يطلقه. فجاءت إجابة المسيح القوية والتي أرعبت بيلاطس: "ليس لك سلطان علىّ أبدا ما لم يكن أبى سمح لك بذلك." فالصلب إذن هو إرادة الآب وموافقة وخضوع الابن، وليس لسلطان أرضى أو زمني أن يتحكم فيه، وفي نفس الوقت، لم يَعْفِ بيلاطس من المسئولية لأنه متردد وسلبي، ولم يعلن براءته. ولكن الذي أسلمني أي يهوذا واليهود -حسدًا- خطيتهم أعظم من خطيتك؛ ولعل سبب تخفيف خطية بيلاطس أنه أممي لا يعرف الكتب ولا المواعيد كما يعرفها هؤلاء. ع12: لا نعرف كيف كان بيلاطس يطلب أن يطلق المسيح، هل بأحاديث مع الجمع أو بعض رؤساء الكهنة؟ ولكن، من المؤكد أن رعبه وحيرته زادا أمام ضميره وفحصه ليسوع من جهة، وأمام صراخ اليهود وتهديدهم من جهة أخرى، فهدَّدوه بما لم يكن في حسابه، وهو أنه إن أطلق من يدعى أنه مَلك لليهود، فإنه يوافق ضمنا على وجود ملك بخلاف قيصر، وهذا ما لا نرتضيه نحن، ويجعلك أيضًا خائنا لقيصر. ونجح اليهود بذلك في إدخال نوع جديد من الخوف على قلبه، وهو الخوف على المنصب السياسي ومعاداته لقيصر نفسه. ع13: أخرج بيلاطس الرب يسوع من دار الولاية إلى الساحة حيث ينتظر اليهود، وجلس على كرسيه الذي يستخدمه الولاة الرومان عند إصدار أحكامهم. ويضيف القديس يوحنا، لإشراكنا في المشهد، مكان ووضع الكرسي، فهو كان على ربوة مرتفعة (جباثا גַּבְּתָא) بالنسبة للساحة التي تجمع فيها اليهود، ويقال لها أيضًا (البلاط) لأنه كان مبلطا برخام ومرمر. ع14: وإذ اقترب من الساعة السادسة، ولم يبق إلا ثلاث ساعات على تقديم الفصح (في التاسعة)، كان لزاما على بيلاطس أن يأخذ قرارا بالنسبة للمسيح، فحاول للمرة الأخيرة التخلص من القرار وترك اليهود يحكمون عليه قائلًا: "هوذا ملككم". ع15-16: استفز قول بيلاطس "هوذا ملككم" اليهود وازدادت عصبيتهم، وأجابوه: "خذه أنت، لماذا تعطينا إياه؟ خذه واصلبه." وعندما سألهم: "أأصلِب ملككم؟" صرخوا: "ليس لنا ملك إلا قيصر." وهذا إنكار وتنازل... فاليهود يعلمون أنهم ليس لهم ملك سوى الله، وأن الرومان يحتلونهم، وكانوا ينتظرون الخلاص منهم. أما أن يُصَرِّحُوا الآن بأن ملكهم هو قيصر، فهم بذلك مثل للإنسان الذي يغيّر كل مبادئه في لحظة من أجل خبث في قلبه، وبذلك طبقوا مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة". وجاءت نهاية مشهد المحاكمة الهزيلة بخضوع من خاف على مركزه من الشغب، فواحد يموت حتى لو كان بريئا لأنجو أنا بنفسي؛ ويا له من مبدأ!!! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحاكمات الثلاث أمام بيلاطس |
محاكمة السيد المسيح أمام بيلاطس |
المحاكمة أمام السنهدريم (ع 1-2) |
القديس بولس | المحاكمة أمام فيلكس |
إنكار المصلوب أثناء المحاكمة أمام بيلاطس |