|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دينونة عدم الإيمان بالمسيح (ع 44-50): 44 فَنَادَى يَسُوعُ وَقَالَ: «الَّذِي يُؤْمِنُ بِي، لَيْسَ يُؤْمِنُ بِي بَلْ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي. 45 وَالَّذِي يَرَانِي يَرَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 46 أَنَا قَدْ جِئْتُ نُورًا إِلَى الْعَالَمِ، حَتَّى كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِي لاَ يَمْكُثُ فِي الظُّلْمَةِ. 47 وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كَلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لأُخَلِّصَ الْعَالَمَ. 48 مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلاَمِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ، 49 لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ. 50 وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ وَصِيَّتَهُ هِيَ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ. فَمَا أَتَكَلَّمُ أَنَا بِهِ، فَكَمَا قَالَ لِي الآبُ هكَذَا أَتَكَلَّمُ». ع44-45: "فنادى يسوع": وذلك في مكان آخر، ولكنه في نفس اليوم. وجاء ما سوف يقوله الرب في هذه الأعداد، إجمالًا لما سبق وقاله في آيات سابقة، وخاصة (يو 5؛ 7؛ 8؛ 10)، وملخصه هو وحدانيته مع الآب المرسل منه، فالإيمان بالابن هو الإيمان بالآب، وإنكار أحدهما هو إنكار للآخر. ويضيف المسيح بأن من رآه قد رأى الآب، لأن الاثنين واحد في اللاهوت (يو 14: 9)، وهذا دليل قوي على المساواة؛ فمن يجرؤ من البشر أو أكبر أنبياء اليهود أو رؤساء الملائكة، على التصريح بأنه صورة الآب المنظورة، غير المسيح له المجد؟ لأنه: رسم جوهر الآب، كما يصفه القديس بولس في الرسالة للعبرانيين (عب 3). ع46: هذا ما سبق وأعلنه المسيح في (يو 8: 12) {راجع التفسير}. ويمكننا أيضًا اختصار القول في أن المسيح هو نور العالم الوحيد، وبعيدا عنه لا يوجد سوى ظلمة مهلكة وجهالة الضلال. ونور المسيح هو نور اختباري في حياة كل أبنائه القديسين، فالحديث عن نور المسيح شيء والحياة داخله شيء آخر. ع47: "لم آت لادين العالم": {راجع يو 8: 15} الغرض من تجسدي الآن ليس القصاص أو الدينونة، بل خلاص العالم، بشرط الإيمان بي والعمل بوصاياي؛ فالدينونة للبشر ترتبط بالمجيء الثاني للسيد المسيح. ع48: أما الرافضون لكلامي، أو الإيمان بي، فلهم دينونة عظيمة. وكل كلمة وتعليم وعمل صنعته ولم يقبلوه، سيكون شاهدا عليهم في إدانتهم. ع49: (راجع شرح يو 5: 30؛ 7: 16-18) فالآب هو مصدر كل شيء، والابن وسيلة إعلانه وتوصيله، والاثنان واحد في الجوهر ومتساويان. ع50: "وأنا أعلم": وعِلْمُ المسيح هنا، يفوق كل علم البشر. وبالتالي، ما يعلنه هو الحق كله، أي أن طريق الوصول للأبدية، هو العمل بالوصية والحياة بها. فالإيمان النظرى لا يخلّص صاحبه، وما فائدته إن لم يتحوّل لحياة مُعاشة. |
|