|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" أَخذَ يُصَلِّي هُناك " فتشير إلى اختلاء يسوع في الليل مع الآب آبيه، فهو والآب واحد (يوحنا 10: 30). فالصَّلاة هي مهمته الثالثة بعد التَّعليم وطرد الشَّياطين، وهي الدُّخول في لقاء حميم مع أبيه السَّماوي والاختلاء به وجهًا لوجه ومحاورته وحده. وسيكون وحده في بستان الزيتون بعد أنَّ نام التَّلاميذ، كما سيكون وحده على الجلجلة. وهنا يلفت مَرقُس الإنجيلي انتباهنا إلى صلاة يسوع الصَّباحيَّة. والصَّلاة هي رباط حيوي مع الله. وتُعلق النَّاسكة الإنكليزية جوليانّ من نورويتش: "إن الصَّلاة توحّد النَّفس مع الله وتشهد على أن النَّفس يجب أن تريد ما يريده الله" (وحي الحب الإلهي، الفصل 43). وكما يسوع خصَّص وقتا للصلاة العلنيَّة في المَجْمَع، كذلك خصَّص ووقتًا آخرًا للصلاة الفرديَّة التي تخرج من القلب إلى القلب. المعلم يُصلي كي يُعلمنا أن نلجأ إلى الصَّلاة دائمًا، وأننا كلما نختلي مع الله كلما التّهب قلبُنا نحو خلاص العَالَم، فالحياة التَّأمُّليَّة الصَّادقة هي التي تفتح القلب بالأكثر وتُلهبه نحو الشَّوق لخلاص الكلِّ، وكثيرًا ما ذكر الإنجيل ان يسوع كان يصلي: صلى يسوع عندما اعتمد (لوقا 3:21) وعندما تجلَّى (لوقا 9: 29)، وصلى قبل انتخاب الاثني عشر رسولا (لوقا 6: 12)، ولما أراد النَّاس أن يمسكوه ويجعلوه ملكًا انفرد للصَّلاة (متى 14: 23) وقبل ما صُلب صلى في بستان الجسمانيَّة (لوقا 22: 41). فكلّما زاد العمل الّذي كان يتعيّن عليه القيام به، كلّما ازداد شعوره بالحاجة للصلاة. إن صلىَّ المسيح فكم بالحَري نحن بحاجة للصَّلاة. بدون الصَّلاة لا حماية الله لنا. ويعلق البابا فرنسيس: "إنّ حياتنا مدعوّة لتصبح عبادة حيال الله، لكن هذا لا يمكن أن يحصل بدون الصَّلاة" (3/2/2021). |
|